مقالات مجد الوطن

قلم وورقة وأجنحة

 

محمد الرياني

ليلةُ خميس، قمرٌ يتوسط السماء وقد اكتمل، نسيمٌ يدخل من الغرب يتسلل بأناقة نحو القرية التراثية، عاملٌ بسيط يستقبل الداخلين بأدوات التعقيم مبتسما، في الركن الأيمن استحوذت على قلم مدير القرية، القلم الذي في جيبي اكتشفت أنه للزينة، وقعتُ للصديق الأنيق موسى نامس على كتابي بذور المانجو وأهديته له، أخذتُ القلم منه معي احتياطا، في المدخل نحو أجنحة القرية التراثية اصطفت الأجنحة وهي تعبق بالروائح والتراث والتاريخ وبساطة الأخوات اللاتي يحملن آمالًا عريضة بحضور شذى الخطور والبعيثران ومخلطات الزينة، جمال المكان حضر فيه الإعلامي القدير إبراهيم النعمي وعدنان الصافي ووسيم الحكمي وعلي الجذمي وريم العنزي ومعهم عرابة المكان التشكيلية بشرى السيد ليضفوا على الليلة القمرية جمالًا وبهاء، أبت الأستاذة بشرى إلا أن تحضر بذور المانجو إلى جناحها ليكون للإهداء معنى، لم أشأ أن ٱخيب الظنون، أخرجت قلم التوقيع لأخلد الزيارة التي بدأت عفوية وتحولت إلى مظهر احتفال أشبه بروعة زهور البراري، لفت نظري بائعات الماضي على طاولات الحاضر، بائعات الأصالة في مساء فاتن، بنات الوطن يحملن تأهيلًا وخبرات ومهارات وطموحًا في الوقت الذي يحتجن فيه للدعم والمساندة وتخفيف الرسوم في ظل جائحة هزت عرش اقتصاد العالم، لم تكن ليلة اعتيادية في قرية جازان للتراث، هذه القرية التي أرجو أن أراها مقصدًا سياحيًا كبيرًا وعملاقا، في نهاية المطاف قطف لي الزميل إبراهيم النعمي ورقة ريحان فريدة لأستروحها وهو يبتسم ابتسامته المعهودة، فعلت وأنا أتجه لنسيم البحر الذي دخل معي ، شكرًا لكل الذين منحوني جمال الاستقبال مديرًا وأجنحة وتقديرًا في ليلة لاتنسى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى