مقالات مجد الوطن

شغف

 

محمد الرياني

تحبُّه لدرجة أنه لايغيب عنها، تكاد عيناها أن تكون جزءًا من جسده، وقلبها مع قلبه جنبًا إلى جنب داخل صدره، أنى اتجه تتبعه، لا تجعله يلبس ثوبه، هي من يفعل ذلك، تدخل الكمَّ الأيمن  في يده اليمنى، تتنهد ثم تستروح راحة يده، تجلس قليلًا لتراه بنصف ثوب، تضحك على هذا الذي شغفها حبًّا ولم يكتمل لبسه، تنهض لتضع يده اليسرى في كمّه الأيسر، ينتصب واقفًا وهي إلى جواره ينظران في المرآة، تقول له :أنت اليوم أجمل، يضحك وهو يحاول رش جانبيه بالعطر، ترفض ذلك، تسحب بأنوثة رقيقة زجاجة العطر من يده، تقوم هي بالمهمة وهو يقول كفى!  تقترب منه أكثر لتستنشق أنفاسه، اكتمل لبسه ولاتزال تمشي خلفه، تناول القلم من الرف ليضعه في جيبه، سبقته إليه لتعبر عن حبها له، كتبت على نوتة صغيرة بجانب القلم : أحبك.. أحبك من كل قلبي، وقّع لها على الحب قبل أن يغادر، اتجه نحو الباب وهي وراءه كطائر رقيق، أراد أن يغلق الباب ولكنها انطلقت قبله للساحة الخارجية، جلست وظهرها يتكئ على الباب، غاب عن نظرها ولاتزال ترى في الخيال صورته، رفعت كفها لتشم رائحة يده وشذى العطر، عادت لتقف عند تسريحتها، نظرت في صورتها وهي تتذكر الصورة الجميلة التي كانت تقف هنا، قرأت في هيام توقيعه على كلمة الحب، نبت في مخيلتها حدائق من الجمال لها وله، لم يدم غيابه طويلًا، آخر يوم في الأسبوع أراده أن يكون لها، فاجأها بعودته، لايزال للعطر بقايا، وجدها واقفة عند التوقيع تفسر معانيه، جلس إلى جوارها، وقع لها عدة مرات ووعدها بأن يوقع لها عند كل نبضةِ وداع، رمشت عيناها فهمى دمعها، مسحت الدمع كي لايحجب الرؤية عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى