مقالات مجد الوطن

لغة برايل.. قصة طفل كفيف أنار عالم ضعاف البصر والمكفوفين

بقلم عبدالله أحمد الكرشم عسيري

برايل هي طريقة يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر للقراءة للتواصل تعتمد على فكرة الست نقاط البارزة وحصلت على اسمها تيمنا بمخترعها.
يحتفل العالم 4 يناير من كل عام باليوم العالمي للغة برايل، التي اكتشفها لويس برايل، بهدف إذكاء الوعي بأهمية اللغة باعتبارها إحدى وسائل الاتصال.
ولغة برايل، التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة، طريقة يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر للقراءة، تعتمد على فكرة النقاط الست البارزة.
حصلت الطريقة على اسمها تيمنا بمخترعها لويس برايل، الذي أحدث ثورة في عالم التواصل، وأسهم في صُنع نقلة حقيقية في حياة من فقدوا بصرهم وهو أولهم.
ولد برايل 4 يناير/1809 بمدينة صغيرة شرق فرنسا، فقد بصره في حادث أليم وعمره 3 سنوات بعد تعرضه لضربة بالخطأ على عينه من عصا مثبت بها مثقابين في ورشة عمل والد.
وعجز الأطباء عن إنقاذ عينه لتضررها الشديد، وبعد عامين خسر برايل عينه الثانية بعد إصابته بالرمد التعاطفي، وهو نوع من الالتهابات يحدث بعد إصابة إحدى العينين بكدمة قوية.
فقدان البصر لم يحبط برايل أو يثنيه على استكمال حياته، بل بدأ السير في الطرقات بمدينته مستخدما عصا صممها له والده، كما قرر مواصلة دراسته كمستمع فقط في المدرسة حتى أتم العاشرة من عمره.
تمتع الطفل الكفيف بذكاء شديد دفع والداه لإرساله إلى المعهد الوطني للشباب المكفوفين في باريس، حيث اخترع طريقة برايل وهو في سن الـ15
ابتكر لويس نظام الكتابة برايل، مستفيدا من طريقة تدعى “الكتابة الليلية” ابتكرها الضابط في الجيش الفرنسي شارل شارل لقراءة الرسائل الحربية، يستطيع من خلالها الجنود التخاطب بينهم في الأمور السرية دون الحاجة للكلام أو استخدام الضوء لمشاهدة نصها.
تعتمد لغة برايل على نظام الحروف البارزة، وتمكن الكفيف أو ضعيف البصر من القراءة والكتابة عن طريق اللمس، وفي البداية واجه برايل صعوبة في فهم تلك الشيفرة، فخفض العدد الأقصى للنقاط من 12 إلى 6؛ لذا عمل على اختراع طريقة كتابة جديدة.

وانتهى برايل من الطريقة الجديدة وهو لم يتجاوز الـ15 من عمره، وقدمها لأول مرة لأصدقائه في المعهد عام 1924.
لأن هذه اللغة لها أهمية في حياة البعض وحق من حقوق الإنسان، تضافرت جهود المنظمات الدولية، منها منظمة الصحة العالمية؛ لتخصيص يوم عالمي للاحتفال بها، ووقع الاختيار على 4 يناير ليكون مناسبة لنشر الوعي بأهميتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى