أدبيات الصحيفة

فنجال قهوة.

 

نشرب قهوتنا في احد الكافيهات ، ونتبادل اطراف الحديث ، في ركن بعيد وهادي ،واذا بصوت يرعد ويهز هدوء المكان، ويقلبه الى ضجيج وموسيقى صاخبة ، والنادل يمر سريعاً ، من امامنا حاملاً بين يدية، كيكة كبيرة مكتوب عليها مبروك سونه، متجهاً الى احدى الطاولات التي كانت تتمركز في وسط المقهى ، وعليها مجموعة من البنات والشباب ، لا اعلم لمن هذه الكيكة ولا من تكون او من يكون سونه؟ ربما تكون احدى الفتيات وربما يكون احد الفتيان. اختلطت الاسامي فاصبحت لا افرق بين اسم البنت والولد الا اذا عرفت المسمى الصحيح. لانهم اصبحوا بمسميات مستعارة، ويعتبرونها اسماء الدلع. احياناً تكون مشتقه من الاسم نفسه واحيانا يكون اسم الدلع بعيد كل البعد عن اسم الشخص. المهم ليس هذا موضوعنا. الموضوع الاهم ان هذا النادل اتجه اليهم حاملاً الكيكة والشموع ولاتنسون مكتوب مبروك سونه مدري هي تخرجت والا اخذت الرخصة والا اخذت مخالفة عكس سير ، وهو يمشي يتمختر على انغام موسيقة مبروك ، وانطلق خلفه مايقارب عشرين نادل ( قروصون ) الظاهر جميع عمال المقهى يركضون خلفه ويصفقون بحرارة ، والعجيب انهم وصلوا الى طاولة سونه والجميع مذهول لسنا وحدنا المتسائلين عن سونه. بل حتى سونه نفسه او نفسها ، ينظرون بتعجب وكأنهم لايعلمون لمن هذه المفاجأة السارة، طيب مين المتخرج او الناجح او المتعافي من كورونا، كلنا لانعلم حتى سونه لاتعلم !! او لايعلم !! ولازال الجميع مبهوراً ومتفاجأً، وفجأة يخرج من بين الجمع الغفير بوكيه من الورد يحمله احد الاشخاص الذي لا اعلم هل هو من نفس الشلة ام انه قادم من محل الورد ، الذي احضر منه البوكيه الضخم الذي يضم جميع انواع والوان الورد ، يعني متعوب عليه، واخترق هذا الشخص الجموع حاملاً الورد ووضعه فوق طاولة سونه وانصرف مسرعاً، ولازالوا ينظرون الى الكيك والورد وكأنهم متعجبين !! مع ان اللعبة اصبحت ع المكشووف،
وارتفع الصراخ ، والضجيج عندما سحبت احداهن كرت كان قد اخفاه صاحب المفاجأةً داخل الورد ،
وتعالت الاصوات والضحك وانا اتفرج على ذلك المنظر العجيب وارى الكرت الصغير يتطاير من يد الى يد وكل مانظرت احداهن لما بداخل الكرت قامت تصرخ وتولول. وكل ماوصل ليد احد الفتيان نظر الى الكرت وقفز من مكانه يزمجر ،
اول مره اراقب حدث في مكان عام بهذا الشكل الملفت ، لست وحدي عشت هذا الحدث بل كل من كان في الطعم او المقهى ،،،، ماهذا والى اين وصلنا تركنا كل مشاغلنا واتينا لنأخذ فنجال من القهوة في مكان هادئ، واذا بنا نشاهد فلم سينمائي غير محبوك الصنعة وهزلي لدرجة السخافة والاستخفاف ، ماذا يجري من حولنا ، والى اين نحن ذاهبون.
كثيراً منا اتى للاستمتاع ببعض الوقت مع زملاء العمل او اصدقاءه، بعيداً عن اجواء العمل وروتين الضيافة في المنزل ، واذا به يفاجأ بمكان هادئ وجميل ، ينقلب الى ضجيج وازعاج ورائحة الشموع واصوات مرتفعة ، لدرجة لاتحتمل وليس هذا المشهد الوحيد الذي تحدثت عنه فقط ، بل عشرات المشاهد في نفس المكان وفي او قات متتاليه لانكاد ننتهي من مشهد احتفال بتخرج الا ونشاهد احتفالات بأعياد الميلاد وبأشياء كثيرة لايقرها الشرع، وينتهي وقتنا الذي خصصناه للاستمتاع بالمكان ونحن لم نتحدث ولم نسمع حتى انفسنا مع انه يكون اختيار المكان مناسب للطلب كالهدوء والراحة والموقع المناسب،
وفي لحظة ينقلب الى عكس ذلك. …
رفقاً بأنفسكم واموالكم ورفقاً بعقولكم ، ايها الجيل ولا اقول كل الجيل القادم
بل بعضاً منهم ، يهدرون الاموال في حفلات زائفة لاجدوى منها بينما هناك اوجه كثيرة لاستثمارها ابتعدوا عنها. …
رفقاً بما اعطاكم الله من النعم . واشكروا فضله وان شكرتم لأزِيِدنكمْ.

بقلم الكاتبة: شفاء الوهاس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى