مقالات مجد الوطن

أبحث عن ذاتي!

 

في خضم معترك الحياة وخلف قضبان الأيام وفي دهاليز الاهواء وبين أ سوار الرغبات بحثت هنا وهناك، أفتش عن ذاتي الحقيقية عن نفسي الطبيعية.
وفي كل مرة أجد ذات ليست بذاتي التي أعرف لكنها في الحقيقة هي ذاتي التي تغير صفاؤها ونقائها وروعتها، نعم هي ذاتي الرائعة التي وهبني إياها خالقي، فمالها اليوم بت لا أعرفها وأعيش انا وهي هوة عميقة وقطيعة موحشة.
أين ذاك التجلي أين ذاك الحب أين ذاك الوئام أين تلك العلاقة التي لاننفك ان نكون أنا وهي كما العين والرمش لانفارق بعضنا.
وبين أنا وبحثي عن ذاتي إذا بهبة نسيم ساحر وومضة نور لامع واذا بي أشعر بذاتي تنتفض انتفاضة عصفورة بللها القطر تلفت حولي ماذا يجري ماهذه الرعشة البريئة والانتفاضة السريعة ماهذا الشعور الذي يلفني والحب الذي يلمني والاحساس الذي يضمني
اشعر بان خفقاتي تتسارع وقلبي ينشرح وعبراتي تنسكب ماهذا التجلي الوجداني بداخلي والروحانية المشعة باعماقي!؟
صوت خافت كانسكاب الماء يناديني ولمسات لطف اشعر بها تنساب بشرايني أنا نفسك أنا ذاتك التي لم تغذيني، عشت مع جسدك العام كله ولم تواسيني منحته حبك وعطفك وحنانك وناسيني الآن شعرت بي وقد كنت أحوج اليَّ من جسدك ارأيت لحظة لقاء بي صادقة كفيلة بأن تحول جفافك الى ري، وتصحرك إلى واحة غناء.
ان اللطف والبهجة التي تشعر بها ماهي الا تلاقينا، إنها اشراقة حلول رمضان فيَّ، وتنفسه بوجدانك، وعسعسته بروحك، فهل تهبه لي غذاء وساهبه لك راحة واستقرارا
هبه لي قمر وساحوله لك ليالي بهجة
هبه لي تلاوة واهبه لك أمانا
هبه لي حبا واغمرك به ودًا
هبه لي صلاة واعدك أن يكون لك نجاة
هبه لي صدقًا وأعدك ان تكون صديقاً
هبه لي خلوات روحانية وأعدك أن يكون سعادة ربانية
هيا عدني أن تهتم بي.
عدني ان نرحل أنا وأنت الى منصات الفرح الالهية
فقد اشتقت اللقاء بك وهذا هو شهري رمضان
فهل من لقاء بعد البعد وعودة بعد الجفاء!
هل من لقاء بك على ضفاف نهر الرحمة والمغفرة
هل من لقاء بك على شرفات الأنس والسعادة
في ليالي الاقتراب والتجلي والعبادة.
هنا استفقت ومن غير شعور رددت أعدك أعدك، ورمضان موعدي معك وسيصلح بيننا الله، وسيكون اللقاء على جلسة افطار تغمرنا لحظة استجابة، أو على سجادة في هجعة ليل في لحظة إنابة، أو في خلوة مع الله ودمعة عين منسابة، أو في لحظة تأمل وتفكر للكون جذابة أعدك أن لا تغيبي عني ولا أنساك ياذاتي الخلابة.

بقلم/رياض السديري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى