شعر وخواطر

الشقاء

البُعدُ اشْقَاني وابكى محاجِري
جَفَّتْ مآقي العين ودَّعَتْ احبَابا

دبَّتْ مآسي الشوق تَعْصِرُخافقي
هزَّتْ رواقَ الخدرِ والاطنابا

َتَدَحْرَجَ قلبي للعلَّوِ مُبَعْثَراً
يُهَدِّمُ البنيانَ ، يُحَطِّمُ ألابوابا

وأصبحَ وجهي كالحٌ من بُعدِها
وصرتُ مجنوناً ، ارجِّمُ الأصحابا

والشوقُ مني زفرةُ عاشقٍ
رشفْتُ مُرَّ البؤسِ كوؤساً واكوابا

اُسايرُ الاطيارَ في الأجواءِ مناشداً
هبوبُ الريحِ ، ماءها والسّرابا

صرتُ في شقاء الحبِ معاشِراً
سِبَاعُ البرِ، اجاري الذئبَ والحُطَّابا

في مسافي الرملِ أسبحُ هائماً
أُسَطِّرُ حزني في حنايا الصدر كتابا

السعدُ في شقاءِ الروحِ عندما !
انداحَ شعراً راقياً ، اوديةً وشِعَابا

صدقُ القوافي مسرعاتٍ بمهجتى
ونبات الفكر تراقصتْ ، عُرُباً اتْرَابا

امنياتُ الشوقِ تجولُ بخاطري
تجوبُ شغافَ القلبِ والالبابا

وتنثرُ في الروحِ حُزْنَ مشاعري
وفي بطين القلبَ حسرةً واكتئابا

وأذْكُرُ في الخوالي سِيرَة حُبها
في داخلي شوقٌ يُحَيَّرُ الحُسَّابا

بُعدُ الحبيبةِ في الجوارحِ هدني
يشتتُ الأفكارَ يُقَطِّعُ الأعصابا

نأى المعشوقُ في الفضاءِ مسافراً
يرنو إلى قلبي صريعاً أو به اعطابا

ويُحْمِلُ الهَّمَ الكبير بحزنه
جَوْرُ الفراقِ منهُ ، الوليدُ شابا

يامنيتي تسامى في السماءِ
اريجها
هل من اوبةٍ تزيدني إعجابا ؟!

أنتِ الهواءُ في ام صدري شهقةً
ونور عيني كي أبصرُ المحرابا

وغايةُ المقصودِ في ركنِ الهوى
احويكِ كنزاً في قلبي المصطابا

انشدكِ شعراً كل صبحٍ بغفوتي
انتِ الشقا والسعد ، امنها والعذابا

يحيى بن علي البكري
28/11/1442

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى