شعر وخواطر

زيارة سرية خاصة

 

تروي قصتها التي تتكون من عدة أبطال..

هناك بطل لا أعلم له أيّ دور، إلا أنه يأتي إليّ عند بزوغ الفجر، يوقظني، ويخبرني أن الوقت قد حان لأنثر معه سلسلة جديدة.
ما عاد على الموعد معه إلا عدة دقائق..
-هيا استيقظي
تلتفت إليه باستغراب
-ماذا بك؟
إنه خلف تلك النافذة، يتسلل إليَّ ويكاد يخترق تلك الحواجز، ويهمس إليَّ كعادته كل صباح..
-لا شكّ أنك لا تعلم، ولا ترى، لك العُذر، فأنت لا تشعر ما أشعر به..
وبينما هي تحادثه، وإذا بآخر من الجانب الآخر يتساءل،
-هل ستتاخري على موعدي، فأنا قد أتيت؟
أخذت تقهقه، ثم صمتت، وهي تكرر
-وهل غبت عني حتى تعود؟
إنّك معي في يقظتي، ونومي، كيف ذلك، وأنت تحركني أينما ذهبت ؟
ومتى ذهبت عني وأنت تحتل كل ذرة مني..
عجبًا لك أيها …!
عندما أتحدث عنك، أنا لا أُجيد أن أبلغ منتهاك، ولا تتمكن أنت من ذاتك، عجبًا لك عجبًا..
أخذت تكررها، وإذا ببطل ثالث يبغاتها وهي تلتفت إليه، وكأنها تريد أن تتغافله، ولكن أنَّى لها، وهو بكل ركن، تغمض عينها، ولكن تجده بين أجفانها، تهرب من ركن لتجده بركن آخر، تُناجيه وتهمس له
-لقد اشتقت إليك، فهل تشعر بي، تردد اشتقت إليك
وإذا بآخر ينادي بأسمها (…)
-من أنت؟
ولكن ذلك الصوت ليس بالغريب عنها، فهو معها، ولكن تحاول أن تزجره قليلاً كي تستعيد أنفاسها، وتلملم شيئًا من بعثرة داخلها، إنه ذلك العزف الذي تطرب له، وهل هناك أجمل من شدوه، وأعذب من ألحانه؟

هي تروي قصتها، وتستمع لتلك الرواية، ثم تنهيها، ثم تبدأ رواية أخري مع حلول المساء، مع الأبطال أنفسهم، ولكن بقصة تزيد غرابة وشدة، مع كل بطل منهم..
عذرًا، فقصتها تحتاج إلي زيارة سرية خاصة لطبيب،
كي يفك رموزها، ويتعرف على أبطالها، فهي لا تعلم من يروي القصة، ومن يستمع لها، ولا تعلم من هم أبطالها
أميرة الخواطر

أمل الزهراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى