رثاء

في رثاء الدكتور أشرف طه

 

في النفسِ قد خَلَّفتَ أكبـــرَ غُصَّــةٍ
أشعلتَ في أركــانِهـــا أحــزانيـــــهْ

تبكي العيـــونُ على رحيلكَ فجــأةً
وتذوبُ من كَمَـــدٍ قلـــوبٌ حانيـــةْ

لو بُحتَ من قبـــلِ الرحيــلِ بكلمــةٍ
في يـــومِ توديــــعِ الحيــاةِ الفانيـةْ

ماكنتُ قد مَـزَّقتُ فيـــكَ مشاعـــري
شعــــراً، وعيني أغــــرقتْ أوزانيــهْ

يا مَــنْ كمثلِــكَ ماعــــرفتُ معالجَــاً
ذكـــراكَ يشعـــلُ طيفُهـــا أشجانيــهْ

في الطبِّ كنتَ -وخــالقي- أنمُوذَجَـاً
جَسَّــدتَ بالخُلُــقِ الرفيــــعِ معانيـــهْ

لَمَّــا عرفتُــــكَ قـــد عـرفتُ حقيقتي
وعـــرفتُ فيــكَ حقيقــةَ الإنسانِيَـــةْ

واليـــومَ ترحــلُ عن حيــــاةٍ عشتَهـا
حُلُمَــــاً، جميــــلاً للحيــــــاةِ الثانيــةْ

نرضى بـمــا كتبَ الإلَــــــــهُ ونرتجي
لكَ جنــــــةً فيها قطـــــوفٌ دانيـــــةْ

وبها قصـــــورٌ شٌيِّـدَتْ من عَسجَــــــدٍ
أبـــوابُهـــــا للــــوافـــديـــنَ ثمانيــــةْ

في كلِّ بــــابٍ مُشـــــــرَعٍ حُـــورِيَّــــةٌ
حسنــــاءٌ كاعبــةُ التَّــــرَائِبِ غانيـــــةْ

وقفتْ مُــرَحِّبَــــةً تقــــــولُ لأشــــرفٍ
أهـــلاً لِأجلِــكَ قــد بَسَطتُ مكانيـــــهْ

سِــــرْ للخلـــودِ فقد صَبَغتَ قصيــدتي
حزنــــــاً وخَفَّفَ لوعتي إيمــاَنِيــــــــهْ

ترعــــــاكَ فيهــــا كفُّ ربّّ راحِـــــــــمٍ
وإذا مـــــرضتُ فــإنَّهـــــا ترعَـــانيــــهْ

شموخ الهرملي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى