مقالات مجد الوطن

مرقة ديك

 

محمد الرياني

ذهبوا في نزهة وتركوا الديك مع الدجاج ، بات يتسلق الأسوار الفارهة يقتات على أوراق الحدائق ورؤوس السنابل في المنازل ، نامت الدجاجات وفي بطونها بضع حبات من القمح القديم تناثر في التراب ، لم ينم الديك تلك الليلة ، بينما الليل يبدأ بطي صفحته السوداء كانت كل الدور التي زارها قد أطعمته ، امتلأ بطنه ولايزال يسعى قبل عودة أصحاب النزهة ، آخر سور وصل عنده لم يكن أسفل منه سنابل يقتات منها، كان هناك من ينتظره للقبض عليه ، صوته الرخيم الذي صاحبه على الأسوار ارتفع مرعوبًا مع أول محاولة للإمساك به، عرف أنه قد وقع في المصيدة، أضاءوا مصابيح السور ليروا لونه وحجمه ثم فرشوا بساطًا على الأرض ، حضر صاحب الدار من المصحة التي يتردد عليها، نصحه صديق له بعد يأسه بأن يشرب مرقة ديك ممزوجة بالتوابل والبهارات ليصح صدره ، قطعوا رأس الديك وألقوه مع رجليه في الدار المجاورة، بات المريض يحتسي ويضرب على أضلاعه المضطربة ، عاد أصحاب النزهة ومعهم طعام للدجاج ، بحثوا عن الديك ليشارك البقية فلم يجدوه، عثروا على رأسه ورجليه والنمل يتجمع عليها ، سمعوا من خلف السور حشرجة صدر الذي احتسى المرقة، عندما تجاوزوا الجدار لاستطلاع الأمر؛ أخبروهم أن المرقة مسمومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى