مقالات مجد الوطن

حمامة

 

محمد الرياني

مُولَعون بالحمامِ لدرجةِ أنهم أقاموا مسابقةً للحمامةِ الأجمل، دارُ أمِّ الحمام هكذا عرفوها تعجُّ بالحمائمِ الجميلة؛ لاسيما تلك البيضاء التي تنوحُ في الصباح فتوقظَ المتكاسلين، الأغلبيةُ توقعوا أن تكونَ الورقاءُ هي الأجمل، صاحبتها اهتمتْ بها أكثر حتى غدت الأجمل بلا منازع، جاء اليومُ المحددُ لإعلانِ النتائج، همسَ المقيِّمُ الأول لجاره : أنا لا أحبُّ الحمام؛ فمنذ أن أصابني مغص من أكلِ لحمه نشأت عندي عقدةٌ منه، حتى عندما يطير لا أبتهجُ لمنظره، رد عليه الثاني الآخر :اصمت! لقد كنتُ ألبسُ ملابسَ نظيفةً تحت ظلِّ شجرةٍ فألقتْ فضلاتِها عليَّ ومنذ ذلك اليوم وأنا أشمئزُ من رؤيته، بدأتِ المسابقةُ فانطلقَ الحمامُ في الجو، البيضاءُ غابتْ عن الأنظارِ وتأخرتْ لأنها كانت تلقي فضلاتِها بعيدًا عن الأعين، جاءتْ متأخرةً تتمايلُ مثلَ غانية، وجدتْ قبلها حمامةً هزيلةً تتقدمُ مع صاحبها نحو التتويج ، حملتْ صاحبةُ الحمامةِ البيضاءِ حمامتَها خارجَ الميدان، الهزيلةُ لفظتْ أنفاسَها عند المخرج فهربَوا قبل النهاية، ذهبَ الثالثُ منهم إلى المرأةِ ليساومها على حمامتها البيضاء ، جاء الإعلان النهائي عن إلغاء المنافسة ، أقامتْ أمُّ الحمامِ وليمةً لأهلِ الحي ، ذبحتْ كلَّ طيورِها الأليفة ، حضرَ المقيِّمون ليلحقوا ببعض الأفخاذِ والصدورِ ليأكلوها فاستقبلتهم بالمرق ، طارتِ الحمامةُ البيضاءُ خلفَ الثلاثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى