مقالات مجد الوطن

ساقي الغراس ؟!،…

الكاتبة/ سحر الشيمي،
لكل غرس بادرة نمت من بذور تفتقت بعد سقيها ، لتنمو وتثمر وتؤتي أكلها كل حين ..!
كذلك الانسان لابد له من فطرة للتعلم والمعرفة، واكتشاف العالم من حوله ، للعيش فيه والعمل على اعمار ارضه التي غرسه الله فيها ، وفضله على مخلوقاته بهذا التكليف العظيم من اعمار الارض والتعلم والتعليم فيها , وكأنه يحمل بيده رسالة ارشادية معرفية ،
قد تحمل في طيات حروفها معاني وتوجيهات تربوية ،
ينشرها بل ويسلك كل السبل ليصل بها الى من اراد ان يتعلم ، ذلك هو المُعَلّمُ ،رسول الأمم من اول عهد لنور العلم الى قيام الساعة ، يحمل بيده رسالة تكاد تشبه في رفعتها رسالة الأنبياء على الأرض ، وقد صدق خير معلم للبشرية محمد بن عبد الله في قوله عن المعلم 🙁 إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت ، ليصلون على معلم الناس الخير) رواه الترمذي.
اتفق العالم بأسره على فضل المعلم ووجوب تقديره واحترامه والاعتراف بدوره العظيم في كل المجتمعات ،
ولذلك خصصوا له يوم للاحتفال به في الخامس من اكتوبر كل عام ، ولكن لا يتوقف تكريم وتقدير المعلم وعمله بيوم واحد فقط ، بل بدأ تقديره من سيد البشرية قبل اربعة عشر قرنا وسيظل تكريمه الى آخر نفس لمتعلم على وجه هذه الأرض ، لأن المعلم أو المعلمة هما الوالدان المربيان المماثلان لدور الأبوين من النسب ، فكم من معلم له أثر نقشه في ذاكرة طفل الى ان كبر بل بعضهم يبقى أثره في الذاكرة الى اخر العمر ،
بكلمة قالها،سلوك بسيط أو كتاب او كتيب صغير أو مقال أو محاضرة أو درس ، فكم من معلم اصلح مسار طالبه ، او رسم صورة متقنة من القدوة الطيبة في ذاكرته ، وانا عندما كنت طالبة ، لا زلت أذكر اسماء لمعلماتي في مرحلة الابتدائي وليس مجرد اسم وانما قيمة وسلوك غرستها تلك المعلمة المميزة في ذهني الصغير وسقتها بروعة اسلوبها في طرح الدروس ، فكانت نعم الساقية بعلمها الذي لا زال يرويني كلما تذكرتها ، وياله من شعور جميل عندما مارست مهنة المعلمة وبعد سنوات وجدت ثمارها في طالبتي التي شغفت بمادتي التي درستها ، حتى انها اصبحت معلمة مثل ما كنت وبشرتني بذلك ،شعرت وقتها اني احسنت السقاء لطالبة العلم فترعرعت واثمرت .
فكل معلم هو ساقي لا يتوقف سقيه وان قل وانقطع ،
فالغراس لا تنتهي مع كل جيل ،وكل قطرة علم من بحر ليس لها منتهى .. وقد صدق الشاعر في قوله
؛ قم المعلم وفه التبجيلا…. كاد المعلم ان يكون رسولا
وانا اقول مؤيدة ً:
يا ساقي غراسا بالعلم نلت نبراسا …
ترفعه الاجيال فوق رؤسها تاجا ….
فنعم المعلم من اثمرت غراسه للعلم حبا وعرفانا …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى