أدبيات الصحيفة

نبض غائب …

‏ Sahar.Alshimi
‏@sahar_shimi
أول اشارات وجود الحياة للانسان على الأرض هي تلك المعزوفة الرائعة لنبضات القلب .
تبدأ في قلب الجنين في رحم أمه فتصفق لها نبضات قلب الأم حبا وحنانا .هكذا تبدأ قصة الحياة بلغة القلوب ولهجة الحب ، نعم للقلوب لغات ولهجات ليس لها مترجم الا الاحساس ، وتعزف على أوتارها المشاعر المتنوعة التي تحركها أصابع الأقدار متأثرة بتقلبات الاحداث من حولها ..
فكل نبضة لها معنى ، قد تسرع نبضات القلب عند الفرح ، الحزن ، الخوف ، القلق، المرض، الفزع …الخ،
من مشاعر مفاجأة أو ذكريات واردة ، أو تبطء دقات القلب تارةً وتسرع أخرى في نفس الوقت ، ولكن أكثر هذه النبضات شهرة وارتباطا بصورة القلب ورسمه او مجرد ذكره في العرف العالمي ، هو نبض الحب ،
للحب معنى واسع لا يمكن ان يسطره قلم او تعبر عنه الحروف لأنه حبل غير ملموس تنسجه الروح بيد المشاعر ، فالأرواح جنود مجندة كما اخبرنا بذلك سيد الامة عليه الصلاة والسلام وكان اجمل واروع قدوة في الحب ، وقد وردت احاديث ومواقف رومانسية كثيرة في حبه لزوجاته ..
وقد تنوع عند الفلاسفة والعلماء تعريف الحب ، وانواع القلوب فيه. فمن القلوب :قلب يحب ,قلب يحن , قلب يغرم وقلب مهموم ، وقلب مجروح ، وقلب حاسد ،وقلب حقود.قلب ماكر و قلب خبير،قلب طيب ،قلب ولهان،
قلب سعيد .وكل منها له لهجته الخاصة في الحب .
منها من يحبك بجنون ويسعى جاهداً لإصابتك بهذا الجنون ولا يستوعب رفضك لمشاعره بهذه السهولة !
ومنها من تحبه أنت بجنون فيكون مصيبتك العظمى حين يدرك حجم هذا الجنون فيتفنن في إيذائك،
ومنها من يحبك بصدق فيعاملك معامله الود يحبك بصمت ويحترمك بصمت
ويتمناك بينه وبين نفسه يمنعه اعتزازه بنفسه من الإقتراب منك .
ومنها تحبه أنت وتبادله شعوره فيضمك إلى ممتلكاته بإسم الحب يحاصرك بغيرته .
ومنها من يجعلك تندم على معرفته فيسقيك الإحساس بالألم والندم معاً ، ومنها يطيل الإنتظار أمام بوابة أحلامك ؛ وإذا سمحت له بالدخول خرب في مدينة أحلامك وشوه أجمل الأشياء بقلبك وتركك نادماً ،
ومنها يدخل حياتك بلا إستئذان ، يقدم لك الحب فوق أوراق الورد ، يحملك الي عالم الأحلام ، يشعرك بمسؤليته تجاهك وأنك مسؤول منه ، يعلمك الصدق والحب والإخلاص ، يحول سوادك إلى بياض ؛ وليلك إلى نهار ؛ وظلمتك إلى شمس ، يصبح قلبك الذي تعشق به ،، وعينك التي ترى بهما ، هذا القلب الذي وجد لك ومعك الحب الحقيقي فلا تضيعه ، لأنه عملة نادرة في عالم غلب فيه الخيال والكذب والهذيان ، كثيرا ما سطر التأريخ قصص للحب والعشق والغرام ومن اشهرها ، قصة الكاهن فالنتاين الذي سمي باسمه عيدا للحب في شهر فبراير من كل عام ، ولكن نافسها بل تعداها قصص للحب ليس مقيدة بزمان او مكان ومخلدة الى يوم الدين ، بداية من زمن الانبياء الى يومنا الحالي حيث اثمرت وطالت فروعها بالذكر عنان السماء واثبتت ان الحب يصنع المعجزات ، فكم رأينا من حب ولّد طاقة ايجابية ساهمت في شفاء من مرض او نجاة من موت ، أو دافع للهمة والنجاح ، فكان الحب لشخص مفتاح لحب الحياة والوصول بكل ما يملك من قوة وجهد للحصول على السعادة مع من يحب ويحقق المودة والرحمة والألفة التي لا تصنعها ولا تمنعها قوة في الارض ولا في السماء الا خالقها وحده جل في علاه .
فللحب نبض لا يموت ولكن غاب في زمن ضجيج الالم والخوف والفزع ولا بد له من رجوع .
دمتم بقلب نابض بحب صدوق دائم لا يغيب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى