مقالات مجد الوطن

درس الأمير النموذجي

 

سأكتب هنا ما يمليه عليّ ضميري بعد مرور عام من الحدث ، ومن واقع تجربة ومعايشة ،وأنا على يقين تام بأن ما سأقوله لا يختلف عليه اثنين.

تركي بن طلال موظف مميز منظم عملي ،يستشعر ذلك كل من يتابع تحركاته وأخباره وتنقلاته في أماكن متفرقة، ومتابعاته اليومية المستمرة على مدار الساعة ، وأنا أحد الذين أُعجبوا بشخصيته المحبوبة، وهمته العالية المتوقدة ،وتعامله الراقي ؛ منذ دخوله أمارة عسير .

حقيقة كنا نسمع عن نشاطه واهتمامه الجاد بيوم عمله ،والذي ينطلق من ساعات الصباح في مكتبه بالأمارة، ولا ينتهي إلا في ساعة متأخرة من المساء.

ما تعيشة أنت وتعايشه في الغالب يكون أصدق وأقرب إلى القلب والعقل ، وهذا ما حصل لي وأسعدني وزادني شرف ، بعد أن وفقت لأكون ضمن المرشحين على مستوى منطقة عسير في مبادرة سمو الأمير ( وجه في الحدث ) ،والهادفة إلى تشجيع التميز الوظيفي باختيارهم وفق ضوابط معينة وصولًا للاعتماد من سموّه ، لتظهر شخصيًا بعدها في مونتاج خاص صادر من الشؤون الإعلامية بالأمارة ينشر على حسابها الرسمي بتويتر.

يومٌ مع الأمير

من ضمن التتويج الخاص بالمرشحين لوجه في الحدث ، أنك تتلقى دعوة كريمة من مكتب سموه ،فتشرف بلقائه ومرافقته في يوم عمل كامل .

سعدت بالاتصال والدعوة وتحديد الزمان والمكان ، وقد طُلب منّا الحضور المبكر ،نعم في الساعة السابعة صباحًا تواجد الأمير في مكتبه ،أُدخلنا لنجلس ونشاهد سير العمل ، كان مرحبًا راجيًا لنا يوم عمل سعيد ومفيد.

في بداية يومه يُعرض على سموه جدول العمل اليومي كامل ،وبشكل منسق ، فما أدهشني أن الجدول كان يبدأ من الساعة السابعة صباحًا ، وحتى قرابة العاشرة مساءً ، وفي مواقع مختلفة، فكان سؤال يدور في نفسي وهو:
هل بإمكان الأمير تنفيذ هذا الجدول الممتلئ في يوم عمل واحد ؟؟

سير العمل

وفق الجدول المعد؛ بدأ سموه داخل مكتبه في ساعة مبكرة، يستقبل يتصل ويتواصل يناقش مسؤولين ، يتابع على الشاشة وعبر الخرائط مشاريع مختلفة في المنطقة حتى قرابة صلاة الظهر ،وفي فترة ما بعد الظهر توجه إلى الميدان يتابع أحد المشاريع بالوقوف المباشر على موقع تنموي تحت الإنشاء ، ومناقشة جميع المسؤولين سواء من الشركة المنفذة ،أو المشرفين عليه من الجهات الحكومية ،ثم توجه إلى ملعب مدينة الأمير سلطان الرياضية لحضور تدريب رياضي ؛محفزًا ومشجعًا أندية المنطقة ،بعدها اتجه إلى افتتاح مشروع فريد من نوعه يخدم أهالي منطقة عسير ،وبعد غروب الشمس عاد إلى مكتبه في ضيافة الخالدية ليكمل متابعة المعاملات بنفسه وبنفس الهمة دون ملل أو كلل أو تذمر.

درس نموذجيّ :

التاريخ : الاثنين ١٩ جمادى الثاني ١٤٤٢هـ،
زمن الدرس: ( ١٥ ) ســاعة
مكان التنفيذ: مكتب الأمير بأمارة عسير – ملعب نادي أبها – مدينة الأمير سلطان الرياضية بالمحالة – مدرسة تعليم القيادة للنساء – مكتب سمو الأمير بالخالديّة.
منفذ الدرس : تركي بن طلال آل سعود
ما يستفاد من الدرس: أنّا جميعًا في خدمة الدين ثم المليك والوطن ،ولا مكان للتهاون أو التقصير.

كتبه :
عيسى محمد آل هادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى