مقالات مجد الوطن

ورقة التقويم

 

هي ورقة نقلّبها كل يوم، وبعضنا يمزِّقها، والآخر يستخدمها مسودة للكتابة عليها.
هي ورقة، لكننا لو أبحرنا في رمزيتها، وتعمّقنا في إيحاءاتها، وتفكرنا في ظلالها لوجدناها تحمل الكثير المثير الخطير.
هي ورقة نقطعها يوميا، لنقطع معها ذكرياتنا وأحلامنا، وآلامنا وآمالنا، وإنجازاتنا، وإخفاقاتنا، ومشاريعنا وبرامجنا، وحركاتنا وسكناتنا، وأنفاسنا وكلماتنا.
هي ورقة صمّاء، لكنها لو نطقتْْ لحدثتْنا بما استودعناه فيها، وإن تكلمت فستشهد بما اقترفنا فيها.
هي ورقة، تكوِّن مع أخواتها -اللائي يزدن عن ثلاث مئة وستين ورقة- مضمون عام كامل، تُقطَع إحداهن كل يوم، وتُرمى، وتعلم الأخرى أنها أُكِلت يوم أُكِل الثور الأبيض، لكنها لم تحرك ساكنا ،فأصابها ما أصاب أخواتها.
ــــــــــــــــــــــ
طارق يسن الطاهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى