الأخبار الرئيسية

تكملة الجزء ٣٣ روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

– هل هذا ما يطلق عليه كابوسًا؟ وهل يأتي إلى جميع الناس؟
كانت أم قناعة تتميز بالذكاء، تفوقها بمراحل:
– أنا لا أعرف كل الناس لهذا لا أعلم، لكن كل ما علينا فعله قبل أن ننام هو أن نتوضأ وضوءنا للصلاة، ثم نستلقي على شقنا الأيمن ونذكر الله حتى ننام.
– وكيف الكفار تتحصن؟ أقصد الأديان الأخرى ماذا تفعل؟
– الكفار؟
– نعم
– الأديان الأخرى؟
– نعم.. نعم
– ما بها؟
– ماذا تفعل قبل أن تنام!؟
– جدة جدتي لم تخبر جدتي حتى تخير أمي فتخبرني كي أخبركِ بما أخبرتني به!
– جدة جدتكِ…
– نعم
– أمي
– ما بك؟
– هل هو الكابوس؟
– نعم هو.. دعيني الآن أنظر إلى هذه ماذا ستفعل؟

دخلت القطة وجلست على الطاولة المقابلة للتكييف على خلاف العادة.. الجو في الخارج حار وهي أحبت أن تستجم.. الهواء البارد نسم عليها بقصد الاستمتاع.
كان الاسترخاء على الطاولة فكرة محببة طرأت على القطة، لم توافق عليها أم قناعة فقامت بطردها.. “كُت كُت.. هش هش” صوتها لم يثير حفيظة القطة.. رفعت الهرة رأسها وإمالته إمالة بسيطة صوب أم قناعة نظرت إليها بعينين لوزيتين مستجابة للنعاس ثم استدارت بجسدها وأعطتها طول ظهرها لإغاظتها ولتنام.

في فترة الصلاة وتغيب (المنصدم).. دفع الفضول زوجته إلى تسلل مجلسه كاللصة، وقبل هذا نصبت ولدها كحارس أمن على باب البيت.
بعد انقضاء فترة التنسك رمق الولد والده، شعر بثقل في يده المرتعشة.. حاول أن يتحكم في اعصابها ويثبتها على الباب.. ومع صعوبة ذلك تمكن من ضربه عدة ضربات متفق عليها مع والدته.
سأله والده:
– لماذا لم تذهب إلى المسجد، هل ستذهب الآن؟ لقد انتهت الصلاة!
بعدما بلغت أمه الدلالة المتفق عليها، توقفت عن الفحص وأطلقت ساقيها للريح.

كان ولده دومًا يخشى من أن يكذب، وفي نفس الوقت يجيد مهارة نفي أي شيء، له في الحياة مبدأين متعارضين تركيبًا وضمنيًا: “كن صادق أمين” وطبق “النكران المبين” فكانت شخصيته بليغة صامتة.. مستبشرة حائرة لا تعرف ماذا تريد!
بدت الدهشة على ملامحه؛ لأن والده (المنصدم) استمر في الحديث شارحًا أنهم يبدءون الصلاة مبكرًا لتجنب خروج وقتها.
وأضاف: ” لن ينفعك في دنيتك واخرتك إلا صلاتك”، “كلما حافظت عليها عرفت قيمتها وخشعت فيها”. ثم قاد ابنه إلى الداخل وهو يعظه.

بعد محاضرة والده الدينية دخل على أمه وقال:
-أبي يطلب عشاءه.
شرحت له وهي تشير إلى الخارج:
– من الممكن أن يكون احتفظ به في…. لقد فتشت في مجلسه في عجالة ولكني لم أكتشف أي شيء له قيمة أو مثير للاهتمام. أريدك أن تفهم أن أباك سيهرب من البيت ولن أستطيع إيقافه ما لم تساعدني. هل لي أن أعتمد على مساعدتك؟
أطرق برأسه علامة على الموافقة والفهم.
قالت له:
– أي وسيلة لابد من منعه.
قال لها:
– سأساعدك على ذلك، ولكن، في هذه اللحظة عليكِ أن تعطيه العشاء قبل أن يفر به بطنه إلى عشاء آخر.
نظرت إليه بحماس وأجابت: نعم، صحيح، صدقت.

قدمت في العشاء نوعًا ما من الحبوب المطهية الحارة. كان أفضل شيء في العشاء هو الشاي.. كان مذاقه رائعًا جدًا.

شهدت المساءات تغيب (المنصدم) المتكرر، فبعد العشاء اجتمع رجال الحي في سقيفة الاجتماعات باستثناء المنصدم، حينذاك سأل الحكيم عن المانع الذي حجب (المنصدم) عن الرؤية لمدة اسبوعًا كاملًا وتمنى أن يكون خيرًا له، ثم استفسر الجمع قائلًا: “هل طموحه المعرفي ذبل سريعًا تحت ظلام الاختفاء المفاجئ؟”
لاحظ (المتوهم) أن شعلة حماس (الحكيم) ضعفت وكادت تنطفئ من تنفسه المستمر وترقب الغائب المنتظر، فرد عليه: “عقل! أقصد إنه بخير ويتمتع بالصحة والعافية وهو ملتزم بالحضور في المسجد وأداء الصلوات في أوقاتها وفي الصف الأول وأفترض إنه صرف نظر عن سؤاله عن أيوب حكايته”.

الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى