مقالات مجد الوطن

دور المعلم في صناعة الإنسان في ضوء الرؤية الوطنية 2030

 

 

﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾

 

خلق الله -تعالى- الإنسان ، وميزه بالعقل عن بقية المخلوقات، وجعل عقله مناط التكليف، وتحمل أعباء المسؤولية، وممًا لا يشكً فيه عاقل أن ً الإسلام هو دين العلم والمعرفة، وليس من شيء أدل على ذلك من كون أولً ما نزل من كتاب الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو : ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾.

 

وقد دعا الله تعالى في آيات كثيرة من كتابه إلى التعقُّل والتفكُّر، والتدبُّر والتأمُّل، فالإنسان مأمور بأن يزيل عن نفسه صِفةَ الجهل التي وُلد عليها؛ وذلك بأن يسلك طريقَ العلم والمعرفة.

 

تعد رسالة التربية والتعليم رسالة الأنبياء والمرسلين، وهي أنبل وأشرف رسالة عرفتها الأمم عبر التاريخ، لذلك لا بد أن نهتم بالتعليم، فقد أصبح التعليم المعاصر يستهدف اقتحام المستقبل، بتنمية العقول والاستعدادات الحسية والإبداعية للتلاميذ فتلاميذ اليوم هم قادة المستقبل.

 

إن المعلم وما يبذله من جهد متواصل وما يسعى إليه من تنمية مهنية مستمرة لصقل كفاياته وتطويرها يدعم جهود تطوير التعليم ووسائل إصلاحه، ويسهم بذلك في تحقيق تنمية شاملة تستند إلى الواقع وتستشرف المستقبل، وتحقق طموحات الوطن والمواطن في عالم أصبحت فيه المعرفة هي القوة الحقيقية، وأصبح التعليم هو الوسيلة الفاعلة لتحقيق التنمية والتقدم للفرد والمجتمع معاً.

 

أمَا أدوار المعلم في أيَ نظام تعليمي لا تستطيع الفكاك من المستقبل، حيث يعيش العالم اليوم سباق في تطوير التعليم لأنه المفتاح الحقيقي للتنافسية العالمية، والتجارب الدولية المعاصرة أثبتت أن بداية التقدم الحقيقي لأيَ دولة وأيَ مجتمع هي التعليم، لذلك على المعلم أن يسعى لتنفيذ أدواره، وهذا ما يُؤكِّد على مدى أهمّية المُعلِّم، ودوره في إعداد الاجيال، وصُنع العقول، كما أنّ مكانته في المجتمع عظيمة، واعتبارُه يفوق كلّ اعتبار.

 

يكمنُ فضل، ودور المُعلِّم في العمليّة التربويّة، والتعليميّة ضمن الرؤية 2030 في تنمية مهاراتهم العقلية المعتمدة على التفكير المنطقي والناقد واكتشاف المعارف والمفاهيم، وإثارة الاهتمام ، وحب الاستطلاع و الاستقصاء و البحث و فنون النقد والتوجيه والإرشاد.

 

وقد أولت المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لتطوير وتعزيز التعليم؛ من أجل بناء جيل واعد معتز بقيمه الوطنية ومنافس عالميا يمتلك ثقافات متنوعة ومرتكزة على تعليم راسخ. وقد رسمت المملكة من خلال رؤية 2030 انطلاقة جديدة إلى التميز والرقي في إتاحة التعليم للجميع ورفع جودة عملياته ومخرجاته، وتطوير بيئة تعليمية محفزة على الإبداع والابتكار لتلبية متطلبات التنمية وتطوير التعليم عبر شتى مراحله ومختلف مناهجه وطرقه.

 

 

بقلم المعلمة / شيماء علي مشبب

إدارة التعليم بظهران الجنوب

الإبتدائية الثانية بظهران الجنوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى