مقالات مجد الوطن

اعلام .. بلا انسانية

 

بقلم : احمد حسين الاعجم

ابتلينا في هذا الزمن
بجهّال وحمقى امتلكوا الكميرات والميكروفونات
الموجودة في الاجهزة الذكية
واستغلوها اسوأ واقبح استغلال
بتصويرهم ونشرهم
لمصائب الناس واحزانهم
والدخول لبيوت الناس والالتقاء بهم ومناقشتهم عن مصائبهم
وتبرير ذلك بالمساندة النفسية والدعم الايجابي
ونقل الحقائق وغيرها
وكلها مبررات واهية وسخيفة ومجرد اكاذيب،
فالأب الذي يفقد ابناءه لا يمكن ان يكون مهيأً للكلام فضلا عن شرح التفاصيل
لانه مكلوم وفقد اعز مافي هذه الحياة
حتى لو قلت له انهم شهداء ودعوت ان يكونوا شفعاء لوالديهم !
والأم التي فقدت ابنها
لن يفيدها ان تقول لها ان ابنها بطل او شهيد
فهي تراه جزءا منها ورحل عنها الى الابد
وهو كسر لا تجبره الكلمات ولا الأيام
والابن الذي فقد والده
لا يمكن ان يتكلم عن حقيقة مشاعره
وقد فقد معنى الحماية والامان في الحياة

فاتقوا الله ايها ( الملاقيف )
باسم الاعلام
واحترموا خصوصيات الناس
وقدروا احزانهم
وراعوا مشاعرهم
وابتعدوا عن احراجهم

فإن مصيبة الموت
مصيبة عظيمة
ومصيبة الفقد
كبيرة وأليمة .

ختاما
ونحن في زمن الانظمة والقوانين
اتمنى ان تصدر قرارات تمنع الافراد من تصوير الحوادث والكوارث الطبيعية
وتمنع دخول بيوت المصابين
واجراء اللقاءات مع المتضررين،
وان يتم كل ذلك عن طريق الاجهزة الرسمية فقط .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى