مقالات مجد الوطن

قصة قصيرة  (المقاومة صفر)

 

وضعتُ رحالي بعد سفر طويل

قُرابة النصف قرنٍ من الدهر ، مثقلة بعبء الحياة وصروف البشر ، بروح تعلوها الكآبة وقلب بلغ من البلادة مبلغ عظيم..

الليل الذي يُسابق النهار سيّان بينما

والساعات تُشبه الثواني في رتمها..

.

لمحتهُ من بعيد ، ركضتُ إليه مُلقية عليه التحية ، سُرعان ما رفع رأسهُ ورد بمثلها ، تعلوا شفاهُ ابتسامة فرح ، تسبقها روح مبتهجة ، مُعلقاً بخفيف ظلٍ قائلاً :

هل الروح متعبة..؟!

قلتُ : بل الروح عليلة والمقاومة صفر..!

قال : ما مبلغ جهد القلب..؟!

قلتُ : غريق يُصارع الزمن قبل الموج..

قال : هلّا مددتَ يدكَ..!؟

قلتُ : خُذها ، فأنا في عُمقٍ سحيقٍ وظلامٍ خانقٍ وطريق منحدرة..!

قال : هل يكفيك الانتشال مع الاحتضان..؟!

قُلتُ : هذا بذخٍ لم أعتد عليه..!

ولكن لي طلب..

قال : تفضلِ لكِ كُل الطلبات..

قلتُ: لتكُن الكتف الذي أتكئ عليه ، وبهجة الحياة التي أنشدها ومنطقة الراحة التي ألجأ إليها والرفيق الذي يحمي ظهري ويشد من عزمي ويُنقذني من خور نفسي ، التي بتُ أجهلني و أجهلها..!

قال : لكِ ذلك..

فلنبدأ رحلة سفر جديدة على متن غيمة رقيقة بعيدة عن الأرض المُكتظّة بزحام البشر..

قلتُ : هيّا بنا فلا شيء على وجه الخليقة مُبهج والمقاومة صفر ..!

……………..

الكاتبة/أحلام أحمد بكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى