أخبار محلية

مدير مؤسسة السلام حي معاوية يشارك في الإستعدادات التي أعدت لمعرض فنون البيئة بالمغرب

عمر شيخ – المملكة المغربية .

شارك مدير مؤسسة رسالة السلام العالمية للدراسات
و البحوث الإسلامية الأستاذ / حي معاوية – في ندوة تحضيرية بقاعة الإجتماعات بجامعة سلا نظمتها الجامعة المغربية للشعر في المملكة المغربية تحضيرا لتنظيم الدورة الثانية لمعرض فنون البيئة .

الندوة التي نظمت بمناسبة تخليد الذكرى العشرون بعيد العرش العلوي المجيد ، شارك فيها رؤساء و ممثلي جمعيات المجتمع المدني بالرباط ،
و العديد من المدعوين
و الباحثين و المهتمين بالبيئة .

و قد حضر الندوة جمع كبير من الشخصيات السامية و على رأسهم الدكتور / نور الدين الأزرق :- ( نائب رئيس جهة الرباط سلا – و رئيس جامعة الشعر المغربية المنظمة للندوة ) – و قد خص بالشكر في كلمته بالمناسبة الأستاذ / حي معاوية مدير مؤسسة رسالة السلام على تلبية الدعوة ، و من خلاله إلى مؤسس رسالة السلام الأستاذ / و المفكر / محمد علي الشرفاء ، مثمنا الدور الذي تقوم به مؤسسة رسالة السلام لنشر الخطاب الصحيح لمفهوم الإسلام بعيدا عن الغلو و التطرف .

أما مدير مؤسسة السلام الأستاذ / حي معاوية – فقد تمنى في بداية كلمته أمام الحضور بمناسبة تخليد الذكرى – ( 20 ) – لعيد العرش موفور الصحة
و السعادة للملك / محمد السادس – و المزيد من التقدم
و الإزدهار للملكة المغربية .

و أضاف الأستاذ / حي معاوية – أن الإسلام ينظم علاقة الإنسان بخالقه ، و ينظم علاقته بالمجتمع و الطبيعة من حوله ، مبرزا أن الخطاب الإلهي وضع القواعد و الأسس و حدد علاقة الإنسان بالكون .

و أكد الأستاذ / حي – أن المنهج الذي تدعو له مؤسسة رسالة السلام هو الرجوع إلى القرآن الكريم للإستنباط من آياته خارطة الطريق المستقيم لحياة المجتمعات الإنسانية ..

و هذا نص خطاب مدير مؤسسة السلام الأستاذ حي معاوية :

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على نبيه الكريم عليه افضل الصلاة والسلام

لا يسعني و أنا أشارككم الإحتفالات المخلدة للذكرى العشرون لتولي الملك / محمد السادس – حفظه الله – عرش المملكة المغربية ، إلا أن أتمنى له شخصيا موفور الصحة و السعادة و للشعب المغربي الشقيق المزيد من التقدم والإزدهار .

أيها الحضور الكريم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يشرفني أن أكون اليوم معكم في هذا اللقاء التواصلي البيئي المنظم من طرف الجامعة المغربية للشعر في إطار الإستعدادات لتنظيم المعرض الثاني لفنون البيئة .

إن ضرورة المحافظة على البيئة تنحصر أساسا في توعية الأفراد بالبيئة و بالعلاقات القائمة بين مكوناتها ، و بتكوين القيم
و المهارات البيئية و تنميتها على أساس من مبادئ الإسلام
و تصوراته عن الغاية التي من أجلها خلق الإنسان .

 إن تفاقم المشكلات البيئية في العالم أجمع يهدد كل الكائنات على السواء ، مما يستوجب من الجميع المشاركة الفاعلة في مواجهة تلك المشكلات البيئية ، سواء على المستوى المادي كتلوث الهواء ـ تلوث الماء ـ التلوث الإشعاعي ـ التلوث الضوضائي ـ تلوث التربة ـ تلوث الغذاء … ، أم مشكلات معنوية كالتلوث الخلقي ـ التلوث الثقافي ـ التلوث السياسي ـ تلوث الإجتماعي ) …

و هنا تأتى أهمية وحتمية وجود أهداف للتربية البيئية من منظور إسلامي لتؤكد للجميع أن الإسلام دين يؤكد على إحترام و تقدير البيئة إنطلاقا من أن الإنسان خليفة الله في الأرض ..

فكل قواعد الاسلام وقوانينه تشكل صورة واقعية للبيئة التي تعبر عنها المبادئ والأحكام الشرعية في الكتاب والسنة الشريفة في ‏مختلف انواع العلوم و الممارسات …

فالإسلام ينظم علاقة الإنسان بخالقه و ينظم علاقته بالمجتمع و الطبيعة من حوله , و الخطاب الإلهي وضع الأسس و القواعد ،
و حدد بدقة علاقة الإنسان بالكون , فالإنسان خليفة الله في ‏الأرض – قال الله تعالى :- ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً  ) – ( سورة  البقرة الآية 30 ) .

وهذه الخلافة ‏تقتضي إقامة الحق و العدل و عدم إتباع الهوى – قال تعالى :- ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) – سورة ص الآية 26 ‏) .

وهذه الخلافة ‏تستلزم التعامل مع البيئة باعتبارها نعمة من الله تعالى ، سخرها للإنسان ليستخدمها ‏فيما خلقت له ،
و يستمتع بها في حدود حاجته من غير إسراف و لا تقتير ؛ قال تعالى :- ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) – سورة لقمان الآية 20‏ .‏

كما يفرض الإسلام على المسلم أن يتعامل مع عناصر البيئة
و مكوناتها ‏بحب و تعاون
و تمازج ، فيحافظ عليها و ينميها و يحذر من إفسادها حتى لا يتعرض ‏لسخط الله و غضبه  .
قال تعالى :- ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) – سورة
الأعراف الآية 56 ‏ .‏

فالله سبحانه و تعالى خلق الكون و سخر للإنسان كل ما فيه من أرض و سماء و ماء و حيوان و نبات وأنهار و ثروات و غيرها من النعم , و هذا التسخير يشمل مكونات البيئة التي امرنا بالإفادة منها بما يتفق و منهج الله سبحانه وتعالى و نهى عن إفساد البيئة حتى تتحقق رسالة الاستخلاف على هذه الأرض .

إن المحافظة على البيئة إذن هي الفهم الصحيح للإسلام ، و التقيد بالخطاب الإلهي ، و تطبيق ما جاء فيه ، بعيدا عن الغلو
و التطرف ، كما أكد على ذلك أكثر من مرة الأستاذ / علي محمد الشرفاء – في كتبه و مؤلفاته ، التي حث فيها على الفهم السليم للإسلام ، لأن الشريعة الإسلامية شمولية للبشرية جمعاء ، و هي المنهاج الوحيد الذي يصلح للحياة المستقرة و السلمية في كل مكان و زمان .

إن المنهج الذي ندعو إليه
و نؤسس عليه هو الرجوع إلى القرآن الكريم للإستنباط من آياته خارطة الطريق المستقيم لحياة المجتمعات الإنسانية و العمل بقواعد العدل و الأخلاق و القيم السامية التي تدعو لها رسالة الإسلام من رحمة و حرية و عدل و إحسان و تحريم الإعتداء على أرواح الناس و ممتلكاتهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى