تبنني لا تشتريني أنا لستُ سلعة إنما مخلوق أيضًا وأشعر مثلما تشعر وأتألم مثلما تتألم وأبكي مثلما تبكي و لكن أنت تستطيع التحدث وأنا لا أستطيع، ومن خلال صمتي يُخيل لك أنني لا أشعر بينما أكادُ أموت من الألم دون أن تعلم وفي بعض الاحيان تدهسني دون أن تلقي لي بالًا وتجعلني أصارع الموت إلى أن أموت وأن لم تدهسني قد تكون دهست والدتي لتجعلني وحيدًا أنا وأخوتي ونبقى دون طعام وإما أن نموت جوعًا أو نكون وجبة لمن هم أكبر منا وأن كنا أكبر قد نغادر منزلنا لنكون وحوشًا صغيرة تقاتل من أجل الطعام.
ومنذ الاساس لما العجلة “لن تطوي الدنيا بل هي سوف من تطويك” ذلك ما سمعته عندما قالت أمًا لولدها المراهق وهم عند إشارة المرور ، فلا تنسى قول الرسول صلى الله علية وسلم (الراحمون يرحمهم الرحمن، فارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء)، “وما رفق أحد بأحد في الدّنيا ، إلا رفق الله به يوم القيامة”، فلما لا ترحم سُلالتي وترفقوا بنا فقبل بضع سنوات قامت أمريكا وبعض الدول بحظر عملًا شنيعًا كنا نتعرض لهُ الا وهو سلخ أربعه وعشرون قط وهم أحياء من أجل صنع معطفًا واحدًا ولك أن تتخيل إذ كانوا يريدون أن يصنعون اثناء عشر معطفًا كم قطًا سوف يصارع الموت حتى يلقى حتفه، ومع أنهُ تم حظر تلك الأعمال الإجرامية الا أنهُ لايزال البعض يعمل بالخفاء والكثير من سُلالتي تصرخ ليتزين الاغبياء وعديمين الانسانية وليس الاغنياء بآلامنا وليست فراءنا، والكثير من الأعمال الإجرامية تحدث لنا دون أن تُذكر، ورغم أننا خلقنا للاستئناس ولقد تم استئناسنا قبل 7500 سنه قبل الميلاد وقد كرمنا المصريون القدامى قبل 3100 سنه قبل الميلاد، والاستئناس هو مصدر أستأنس وأستأنس الحيوان أي ذهاب وحشيته وسكونه وهذا يعني أننا كُنا وحوشًا قبل أن تكتشف أن بيننا منفعه متبادلة، فأنت تعطيني المنزل وأنا أساعدك بالتخلص من الحزن والكآبة وحتى بالتغلب على بعض المشاعر وأيضًا أستطيع مساعدة طفلك المصاب بمرض التوحد واساعد بتحسين نومك، وحيث أجريت دراسات أن سُلالتي قد تُقلل بنسة 30% من اصابتك بإحدى الأمراض القلبية وليس فقط قلبك وإنما نقلل من اصابتك بسكتة دماغية وحتى مناعتك نقوم بزيادتها وغير ذلك، وأن خرخرتي تعتبر أحد أكثر الأصوات راحه في العالم، تتخيل أن كل هذا أقوم بتقديمه لك مقابل الطعام والمنزل، وجميع ما تم ذكره أقدمه جميع سُلالتي فكيف لو أصبح منزلًا في العالم منزلًا لقط، ولتعلم أن هناك خمسُ مئة مليون قط حول العالم بعض منا قد سكن المنازل والبعض لايزال يبحث عن منزلًا يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء والجوع القاتل وهناك من مات في رحلة البحث وهناك من يزال يبحث وهناك من بترت إحدى اطرافه ليبحث وهو يزحف،كنا ولازلنا ارواحًا صغيرة ولكن مقاتلة.
هناك حملة على تويتر تحت شعار #تبنى_لاتشتري كن أحد المساهمين بها ونشروا الوعي لننشئ جيلًا واعيًا.
– المها عبدالله