بقلم: محمد سعيد أبوملحة*
لم يكن لقاء سمو ولي العهد مع الإعلامي المتألق عبد الله المديفر يوم الثلاثاء الماضي بمناسبة مضي 5 سنوات على انطلاق رؤية المملكة 2030، مجرد لقاء راصد فقط للمنجزات التي تحققت وإنما كان مكاشفة واضحة مع قائد جعل المواطن السعودي أعظم ما تملكه الدولة، ولم يدع للخوف مكاناً في مشروع بلادنا التنموي.. قائد يكشف عن كاريزما طموحة تستشرف آفاق المستقبل وتستثمر الفرص المتاحة بسرعة، حيث يقول سمو الأمير: “لا يوجد شيء اسمه سرعة أكثر مما يجب، إذا كان لديك فرصة وقابلة للتحقيق ولا أحققها فقط بحجة السرعة فهذا معناه أني متقاعس ولا أريد أن أعمل، إذاً أمامنا أي فرصة سنعمل عليها سواء كانت عشر فرص أو مئة فرصة أو ألف فرصة أو عشرة آلاف فرصة، ونطور قدراتنا البشرية ونطور قدرات الحكومة لتحقيق هذه الفرص بأسرع وقت ممكن، ومتى ما حققناها كلها سنفتح آفاقاً جديدة، والمؤشرات كثيرة حول ذلك”.
لقد استمعنا بإنصات الى حديث سموه المسكون بهموم الوطن والمواطن، وراقبنا بإعجاب تلك الشجاعة والثقة، وذلك الثبات والايمان بمكتسبات الوطن من قائد أحب وطنه ومواطنيه فبادلوه حباً بحب ووفاء بوفاء.
لقد رسم سمو الأمير لوحة فنية لمستقبل بلادنا الذي انطلقنا نحوه في ظل رؤية تنموية تعمل على تشكيل اقتصاد متعدد الأركان بعيداً عن تقلبات النفط، إنها رؤية انفتاحية تتطلع الى حل الازمات الاقليمية شريطة الايمان بالسلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
بانوراما الحوار جاءت مكللة بأطياف الأمل المشرق الذي يرنو اليه المواطنون، بعد أن لامسوا خلال السنوات الخمس الماضية مزيجاً من التغيير الايجابي وعايشوا حاضرهم المتطور، وما زال الامل يحدوهم بالمزيد في قادم الأيام والسنين.
لقد حققت الرؤية الكثير من مستهدفاتها على عدة مستويات منها: نسبة تملك المساكن التي ارتفعت لأكثر من 60%، ورفع الايرادات غير النفطية التي وصلت الى 369 مليار ريال مقابل 155 قبل الرؤية، وخفض نسبة البطالة وتسريع قطار التوظيف.
لاشك أن هذه الملفات هي الاكثر ملامسة لهموم المواطنين وهو الأمر الذي سينعكس ايجابا على اقتصادنا.
وفي ملف البطالة التي نستهدف وصولها الى المعدل الطبيعي -كما ذكره سموه- والذي يتراوح ما بين 7%- 4%، أتمنى لو تم إقامة ورش عمل في مختلف الإدارات والقطاعات يشارك فيها المتخصصون والمسؤولون والمواطنون وطلبة الجامعات والخريجون وتكون بمثابة عصف ذهني نخرج من خلاله برؤى إثرائية تدعم هذا الملف وتساهم في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً، يستند الى دعم البناء التنموي من خلال تمكين الكفاءات وبناء جيل متسلح بـ”الشغف” كما وصفه سمو ولي العهد.
حوار سمو الأمير أثلج صدور مشاهديه ومستمعيه خاصة وهو يعلن عدداً من الثوابت الخاصة بمجانية الصحة والتعليم، وعدم وجود نية لفرض ضريبة على الدخل.
كما كشف ذلكم الحوار عن النظرة الشمولية التي يتمتع بها سموه حيث التوزيع الجغرافي التنموي يشمل جميع المناطق، كما قطع سموه الطريق على الحاقدين والمدلسين حين أكد أن دستورنا القرآن والسنة النبوية، وأن هويتنا ستحتفظ بقوتها لأن تستمد أصالتها من الارث الاسلامي والتاريخي. وأن المشاريع الظلامية لا مكان لها بيننا، لأننا دولة وسطية واعتدال وتسامح.
لقد حاز حديث سمو الأمير ليس فقط على إعجاب المواطنين والمواطنات في المملكة بل لقد لقي صدى إعلامياً دولياً وتابعته العديد من وكالات الأنباء العالمية مثل بلومبيرج والأسوشياتيد بيرس ووكالة روسيا باهتمام كبير.
وهو الذي يجعلنا نفخر بما وصلت بلادنا اليه من مكانة عالمية في ظل قيادة جعلت الوطن والمواطن هاجسها الاول.. حقاً إنها “السعودية العظمى”.
* عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة، رئيس نادي البر التطوعي