من ديواني الثاني ( شادن ).
صَـرَّة ،،،،،
أوَّاهُ مـن كمـدٍ عانيــتُ أوَّآهُ
و ما لمثليَ في العشاق أشباهُ
أحيا بجرحٍ شديد النزفِ في كبدي
فلا الحـكيمُ و لا الجـراحُ يلقــاهُ
قالوا لي الكيّ قد يُشفي بخاصرتي
فهل بنارٍ حبيبَ القلبِ أنساهُ ؟
أنا المتيمُ في غيــداءَ فاتنــةٍ
و في هواها عذابَ البُعدِ أهواهُ
أسري بلا أملٍ أسعى بحارتها
و أقتفي أثراً يومـاً حفــرناهُ
جـدارُ منزلها مازال يَـذكرُني
في طينهِ عشقَنـا سراً طمرناهُ
و عِـندَّ جدتها فنجانُ قهوتِنـا
في ظل عُشتها عصراً شربناهُ
و نخلةٌ أصبحت بالتمرِ مُثمرةً
كانت فسيلتُـها حُلماً غـرسناهُ
هُنا بمنزلنا كانت تُراقصني
و كان يُطربنا لحناً عزفناهُ
هذي المنازلُ أضحت بعدنا طللاً
لكنّـها حفظـت شعـراً كتبناهُ
لا زلتُ في صَرّةِ الأحلامِ من صِغري
فكيف أنسى هوىً أدمنتُ ذكراهُ ؟
مَــرَ الزمـانُ و خِــلي لا يُحـدّثني
عنمَّا كمثلي من الأسقـامِ عــاناهُ
لكنني واثـقٌ أني بمُـهجتــهِ
و أنّنـا لم نَخُـنْ عهـداً قَطعـناهٌ
د. عبدالله عشوي
١١-١٢- ١٤٤١هـ