أسطر في القصيدة كل مابي
وأكثر من دموعي وانتحابي
واستسقي الجفون بكل حزن
ليطفئ دمعها نار اكتئابي
وما باليت يوم رأيت دمعي
له صبب يسيل على ثيابي
أبيتُ مع الحنينِ يئنُ قلبي
وذاكرتي تؤجج من عذابي
أجل حملت على النعش المعالي
وأمست عمتي تحت التراب
كأن الشمس غلفها كسوف
أو أستترت بغيم من ضباب
فما أقسى الرحيل بلا وداع
فكيف إذا الرحيل بلا إيابِ
وكيف إذا الرحيلُ لأم قلبٍ
عليها باتَ يطعنُ بالحراب
لأمٍ سجّلت أقوى كفاحٍ
بعزمٍ واقتدارٍ واحتسابِِ
لأمٍ خلّدتْ ذكراً حميداً
مدى الأيامِ من عهدِ الشبابِ
فقد ربّت على الحُسنى بنيها
وحسن الخلق من دون ارتياب
فما أقسى الحياة على قلوبٍ
تواري أمها تحت الترابِ
(أسأئل عنك بعدك كل مجد)
وما عهدي بمجد عنك غابي
فإني ما سفحت الدمع إلا
على من جاوزت أوج السحاب
على الإيمانِ عاشتْ في ثباتٍ
وترجو ربها خير الثوابِ
عن الإنفاقِ ما كفّتْ كفوفاً
وما منعت فقيرا خلف بابِ
تسير على هُدى الرحمن دوما
كمريمَ ترتجي حسنَ المآبِ
فيا أخت الرجال جزيت خيرا
وأدخلت الجنان بلا حساب
كلمات الشاعر/ أحمدبن محمد زقيل…