من المسلّم به أن القضايا الهامة في الحياة لابد ان تأخذ حيزا كبيرا من تأريخ البشرية منذ بداية الخلق الى نهايته ، فنجد قضية المرأة وحريتها وحقوقها من اكثر ما رفعت له الأقلام وصاحت له الأصوات و ترددت اصدائه في كل وسائل الاعلام منذ الأزل لليوم ، وهذا انما يدل على أهمية المرأة وأنها أساس الحياة في المجتمع ، تعددت الآراء فيها ، واختلفت واتفقت من حين لآخر حسب نهج كل مجتمع في الناحية الدينية والاخلاقية والاجتماعية وسياستها ، في شرق الأرض ومغاربها .
فمن هي تلك المرأة التي شغلت اسطر التأريخ من مهد الارض الى لحدها ؟!…
المرأة التي دفنت طفلة في الجاهلية و بيعت أمَةً في شبابها وظلمت زوجة وأمّا و عذّبت عجوزا بالعقوق والجحود ؟!،. صور لا يمسحها التأريخ في انتهاك حقوق المرأة ولازلت بعضها مستمرة في الجاهلية الحديثة ،. وقد كرمها الله و انزل الاسلام ليحررها من ذلك ، و ذكر معظم حقوق المرأة في أكثر من عشر سور من القرآن ، بين فيها أهمية المراة وانها لا تقل في الانسانية عن حقوق الرجل في كل شئون الحياة من عمل وثواب وجزاء ، لقوله تعالى : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
وخلق آدم من تراب وخلق من ضلعه حواء ، لحكمة لا يعلمها الا عاقل حكيم ، وهي انك ايها الرجل مسئول عن حماية هذا الضلع والرفق به ، لأنه جزء منك ، وبث من ادم وزوجته رجالًا ونساء ليبين ان منشأ كل حي في الارض هو من رحم تلك الأنثى ، فالمرأة لا تشكل نصف المجتمع بل هي منشأ بذرته ومصنع ثماره ، وهي ملكة مملكة المشاعر في كل مراحل حياتها ولكن ليس كل من دخل مملكتها يستحق لقب شاعر ، مدحها الخالق في امثال امرأة فرعون ومريم ابنة عمران ووصى عليها سيد البشر وامر بمراعاتها والاهتمام بها دائماً، إذ قال في حجة الوداع : (استوصُوا بالنِّساءِ خيراً).
واليوم يحتفل بها العالم في يوم المراة من كل عام ليدق اجراس تنبيه لمن غفل عنها وغط في نوم عميق ،
و ذلك ليس بغريب في زمن كثر فيه الغيبوبة عن الاخلاق والمبادىء والقيم وتخبطت فيه المفاهيم عن المرأة وحقوقها ودورها ، ولكن سأهمس لكل امرأة في العالم بأنك ملكة بعاطفتك الجميلة واخلاقك وذكائك و حيائك وقد خلقك الله ملكة على عرش المشاعر كأبنة وأخت وزوجة وأم وخالة وعمة وجدة وان لم تكوني كذلك فانتي سيدة وملكة بتاج الحياء والانوثة والجمال و الرقة وانت مَلِكة بكفاحك ونجاحك التي عكستها مرآة كل مجال في الحياة لتخبر العالم انك حقا مَلِكة ولكن لأكون منصفة ليس كل امرأة بقت على عرشها الفطري ممن خرجت عن خلقتها بالقسوة والخشونة والظلم لنفسها ومن حولها فأصبحت أسيرة بيعت بارخص الاثمان ، فلتبقي مَلِكة ولا تسمحي لأي عابث ان ينتهك حرمة مملكتك ، ولتثبتي للعالم إنك صرح عزة لكل من عرف قدرك من ملوك الرجال من ذاد دونك بالسيف والقلم وصد كل من حاول النيل منك بقوله ، هي ضلعي فوق قلبي وكسره يكسرني …
همسة أخيرة للعالم هل لا زال مَلِك وملكة لمملكة المشاعر الانسانية؟،.أم أعدمتها جائحة القسوة والأنانية ؟،..
سحر الشيمي ✍🏻
0 26 2 دقائق