مابالُ وجهِكِ يرتدي زيَّ الخجـلْ
والعينُ دسّاها التّوجُّسُ والوجـلْ
تخشيْنَ أن يشِيَ الظلامُ بهمسِنـا
ويبثُّ أنفـاسَ التّراشُـقِ بالقُبَـلْ
للغارقيـن بليْلِهِـم مثـلَ الدُّمـى
وهبوا النّفوسَ مشاغِلاً لاتُحْتَمَـلْ
غشّوا العيونَ بصمتِهِم وتزمّلـوا
لاذوا من الدّنيا لِمُحْتَضَنِ المُقـلْ
لاتُشْغِلي النّفسَ الرّقيقَـةَ بالـذي
خلف السّتائرِ في سُباتٍ قـد أفـلْ
هبط السُّكونُ على الجميعِ بصمتِهِ
أخفى الضّجيجَ عن المنازِلِ والعُزَلْ
كُلُّ الوجودِ ينـامُ فـي أحضانِـهِ
والصّبح في طرفِ المشارِقِ مُعْتَقَلْ
فدعي الهمومَ تفوحُ من أنفاسِنـا
بشحوبِها وانسي المشاغِلَ والمَللْ
ماكان هذا قـد نضـى بعيونِنـا
أنسيتِ ماوهبَ الغرامُ من الحِيَـلْ
سجّي الحياءَ بفألِ نظـرةِ واثِـقٍ
ماهمّنا من ذا أناخَ ومـن حمـلْ
ضُمّي مفاتيـحَ الأمـانِ لأنْسِنـا
ولتُشْغِلينـا بالـدّلالِ وبالـغَـزَلْ
الرّبُّ يحـرُسُ بالتّوافُـقِ خِدْرنـا
ويذُبُّ عنّا مـن تنصّـتَ أوسـألْ
لولا رِضـاهُ لمـا تلاقَيْنـا هُنـا
أولا تريْ كيف الإلَـهُ بنـا حفَـلْ
ميثاقَـهُ مـدَّ الوفـاقَ لِسَعْـدِنـا
مـارابَ أزلامَ الوِشايـة والعَـذَلْ
فلتشْرَبي النّخْبَ المُعَتّقِ بالمُنـى
فرباطُنا جـازَ المُحَـرَّمَ والهَـزَلْ
ولتُقْبِلي مثلَ الغيومِ إلـى الرُّبـا
ولتنضَحَي القلبَ المُتيّمَ بالوشَـلْ
هي ليلةٌ تدعو المباهِـجَ نحونـا
وتزفّنـا لأطايـبٍ فـي المُقْتَبَـلْ
ولتمنحي الثّغْرَ المشوقَ عذوبَـةً
من ريقكِ المُنْسابِ ريّـاً كالعسـلْ
ولنبدَأ الـدّربَ الطويـلَ ببسْمَـةٍ
وأمامنا ضوءٌ يُشَعْشِـعُ بالأمـلْ
ولترفعـي ستـرَ الحيـاءِ بِرِقَّـةٍ
إنّ الفؤادَ إلى العِناقِ على عجـلْ
عبدالصمد المطهري