بقلم : نوف العولقي
وقد مرت الثلاثة أيام بعد وفاةِ والدي وهدأ صخب العزاء ومواساة الناس ، ذهبنا جميعاً إلى بيوتنا وعائلاتنا وأغلقنا باب والدي الذي طالما كان مفتوحاً للجميع كقلبه تماماً الذي يُعَدُ كالوطن
وفي ليلة اليوم الرابع الذي خلا من المعزيين ومن مؤازرة الأقرباء لنا بدأنا نسترجع الذكريات التي كانت حية قبل أيام من وفاته يتباطئ سيرها في مخيلتنا كشريط يتعثر عند التشغيل فكل ذكرى يملؤها ألم مُثقَل على القلب
كل الأماكن ياوالدي تبكي عليك شوقاً كل الطرق والممرات تبدو مظلمة وهادئة حتى الإبتهاجة أصبحت ثقيلة على النفس
وتلك الزاوية من المنزل التي كنتَ تحِبُ المكوث بها هي أيضاً حزينة وبائسة متعطشة لوجودك
ياأطيب قلب .. ياصاحب الابتسامة النقية التي لايشوبُها أي نفاق أوخبث ياصاحب السيرة الحسنة بين الناس
رحمة الله تغشاك .. رحمة الله تغشاك
فلو تُهدى الأعمار لأهديتك بماتبقى من عمري ..
استدراك بلا وعي ،،،
مازِلتُ في صدمة فكل ماحدث كان فجأة وغير متوقع حتى خِلتُ أنني لَرُبما في حُلُم أو كابوس وبأي وقت سوف أستفيق منه ، مخدرة الحِس أعيش في حالة ذهول وصمت لربما أفيق ويخبِروني أنَّ والدي يقرع الباب كالعادة جاء ليطمئنَّ على ابنته ..
خيبة ،،
قبل أيام كنتُ في كنفِ والدي وهاأنا الآن أصبحتُ يتيمة في حينِ أنني لم أتوقع ذلك