عهودُ عهودُ يا شوقا يجِدُّ
كأنَّ حضورَها برقٌ ورعدُ
لها شرفٌ يتيهُ به شموخٌ
عِصاميٌّ وأخلاقٌ ومجدُ
لها في العلمِ نهرٌ لايُجارى
وفي الأدبِ الرصينِ يدُّ وسَدُّ
تتيهُ بحسنهِا فوق البرايا
وليس لنا بهذا الحسنِ جهدُ
إذا غمزتْ سرى موَّالُ عشقٍ
وإن ضحكت فإن البيدَ تشدو
وإن خطرتْ يفوحُ المسكُ منها
كأن الروضَ في الخطواتِ يعدو
لها جيدٌ رخاميٌّ رشيقٌ
يدورُ عليه بالأشعارِ عِقدُ
وكحلُ جفونِها موتٌ زؤامٌ
ونورُ جبينها كالبرقِ يبدو
وحمرةُ خدِّها ضاءتْ فتونا
لها في السِّحر تأثيرٌ أشدُّ
لحسنِ حديثِها تهمي عيونٌ
ويجري في الشفاهِ الحمرِ شَهدُ
كأن قوامها رمحٌ رشيقٌ
يسيرُ به الذهولُ المستَبدُّ
وفي الكفين نقشٌ عبقريٌ
يزينُ به الخضابُ ويتستجدُّ
سلامٌ من فؤادي يا حبيبا
يعذِّبُني ، له شوقٌ ألدُّ
فهل ترضين عن صبٍّ معنًّى
له في مقلتيكِ هوى وعهدُ
وهل ترضين عن قلب تلظَّى
يحومُ على دياركِ ثم يغدو
لها مني سلامٌ لا يُبارى
يطيرُ إلى مرابعِها ويشدو
لها في كلِّ خافقةٍ حديثٌ
وفي كل الدروب لها مَصَدُّ
علي الصميلي