جُبل الإنسان على جذب أنظار الخلق بلمعته الظاهرة
وحبه للمدح والمحامد بين الناس ..
وهذا من الخصال المحمودة اذا كان ظاهره يطابق باطنه ، يقول ابن عيينة – رحمه الله تعالى : ((إذا وافقت السـريرة العـلانية فذلك العدل، وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضـل، وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور[12].
فمن حرص على سريرته تكفَّل الله له بعلانيته، وجعل له من الذكر الحسن والمحمدة بين الناس وشرفًا وثناءً طيبًا الى ما شاء الله ،ولا ننسى دعاء ابراهيم عليه السلام :(وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)[الشعراء: 84]، لسان الصدق مايذكر به الإنسان من ثناءً وحمدًا ودعاءً بين الناس .
كثيرا ما نرى اليوم من مظاهر خادعة على صفحات التواصل الاجتماعي لا تطابق حقيقة سرائرهم ، واقرب الشواهد ما حصل يوم عيد الحب أو في مناسبات أخرى مشابهة ، نجد صور الورود الحمراء والقلوب في ذلك اليوم كثيرة ولكن في أغلب صور السرائر وتحت البواطن مختبئ عدم التوافق ، النزاعات المستمرة طول السنة ،
يظهر في بعضها أثار من صور عدم صلاح السرائر ، من الحقد، الحسد ، الطمع … الخ ، ولا ننكر الجانب الآخر ممن صدق حال لسانه الباطن مع الظاهر وظهرت اثار صلاح سريرته في ، الصدق، الاخلاص، القناعة ،والرضا .
فصلاح السريرة مفتاح القبول في الارض والسماء . والحب رزق والرزق في السماء ،( وفي السماء رزقكم وما توعدون ).الذاريات (٢٢). وقد قال عليه السلام : ” إذا أحب الله عبدا نادى جبريل : إني قد أحببت فلانا ، فأحبه ، فينادي في السماء ، ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض ، فذلك قول الله ، عز وجل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )96مريم.وان اعظم الوصايا كانت بين العلماء:(أنه من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومَن اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر الدنيا، ومن اهتم بآخرته كفاه الله أمر دنياه”. فمن أصلح سريرته فاح عبق فضله بين الناس وكتب له الحب والقبول في الارض والسماء فالله الله بالسرائر فإنه لا ينفع بفسادها صلاح الظاهر”.
و لنهتم بلمعة السريرة لننام بعين قريرة يظلها الرضا والسعادة المديدة .
وما أجمل ما قال القحطاني في منظومته:
وإذا خلوت بريبة في ظلمةٍ **والنفس داعيةٌ إلى الطغيان فاستح من نظر الإله وقل لها *إن الذي خلق الظلام يراني
اللهم اصلح قلوبنا موضع سرائرنا وبيض بها وجوهنا يوم تُبلى السرائر .
✍🏻سحر علوي الشيمي