مقالات مجد الوطن

من ذكريات الغبره

من ذكريات الغبره
اتذكرْ
عندما كنت صغيراً
ابن تسعٍ ابن عشر
كانت الغبرة تنشرْ
من صلاة الظهر
أو قبل العصاري
في ربانا الخضر تَغبرْ
أتذكرْ
أن للغبرة كانت
ريحة للعقل تُسْكِرْ
منها لم نشتك ربواً
لا ولَم نشعر ْ انه بكتمهْ
ما عرفنا منها بأساً
أو تعرًضْنا لزكمه
وبها ماكُنَّا يوماً
باختناق الصدر نشعرْ
أتذكرْ
أنني قد كنت أحيا
مع كل الأهلِ
في سعدٍ وحب
والدي عنده عشّهْ
لها بابان جنوبِيٍّ وغربي
فيهما يجعل مهجاناً عظيمًا ومِصَلَّهْ
ليقينا من غبار يأتِنا منها وجَلّهْ
أتذكرْ
أنه كان بغُتْرتْه دواماً يتلثمْ
وكذا والدتي تجعلُ فوق الرأس محرمْ
ثم يأتي بعدها يجلس جنبي
أتذكرْ
أن في عشة أمي
ذلك الوقت طشوشهْ
قد شرتها بابتهاجٍ
بالذي كانت تحوشه
آه من أصواتها تلك الطشوشه
كانت الغبرة تسمِعْنا بها
عزفا فريدا
ينعش النفس ويجعلْ
حسنُه البالَ شريدا
أتذكر ْ
أنني كنت أغافلْ
والدي الغالي فأخرجْ
وعلى الصحب بحارتنا أعرِّجْ
نصنع الدرديحا من جِلْبٍ لكيما تتدحرجْ
وكذا نصنع بالأيدي مراوحْ
حلوةً من ورقٍ للعين تبهجْ
ثم نجري في سرورْ
في مزاقرْنا وحارتْنا ندور ْ
فنلاقي حينها بعض القروشْ
أظهرتها تلكمُ الغبرة حتى
شعشعت مثل البدورْ
أتذكرْ
أهل حارتْنا
وقد جاءوا سراعا
نحو دكاننا في العصر جياعا
يشترون الخبز والحلوى الطحينية منَّا
وكذا شاياً وسُكرْ
أتذكرْ
أن للغبرة قد كانت فوائدْ
ليس ينكرْها سوى من كان جاحد
فجرار الماء منها
نستقي المشروب بارد
وكذا كانت تلطِّفْ
جوَّنامن شدة الحر
أتذكرْ أنها والله كانت
لا تفارقْنا لأشْهُرْ
بعدها يأذن ربي
للسما في الأرض تُمطر ْ
لنرى كل ربانا
ترتدي الفستان الأخضرْ
ويعم الخير فيها
وهنانا فيهم ا يُبصَرْ
ويظل اللهُ فيها
من جميع الناس يُشكرْ

أحمد هادي دهاس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى