مقالات مجد الوطن

أين هرب منا الإنسان؟؟

 

شاهدت مقطع فيديو لفلاحة قروية تمارس حياتها وسط شياهها وهي تلقم بعض قططها وتعتني بإطعام كلاب حولها في حنو غير مفتعل وتغسل بعض ملابسها على ضفاف النهر الذي يجري تحت بيتها الخشبي الصغير

*دارت رحى التساؤلات وصالت في أعماقي كثير من الحيرة المستبدة *
وقلت للإنسان المختبئ بين حناياي :-
في زخم الحياة المليئة بانشغالاتنا بهذا الهدير المرعب من سيول التقنية والتواصل الافتراضي المخيف قد نسي الإنسان منا الإنسان الذي داخله.
*ومعها فقد كثيرا من الحياة الهادئة *
فقد الطمأنينة..!
فقد الخلو بالذات..!
فقد متعة التأمل في صفحات الكتاب ..كتاب الحياة العظيم..!
فقد الشعور العميق بمعنى السلام الداخلي..!

*للأسف قد فقدنا دون أن نعي تلك البساطة في داخلنا وفي تعاملاتنا *

*وأصبح الوجه السائد هو نمطية حياةٍ بائسة تفيض بالشكل والرتوش والمظاهر اللامعة البرّاقة الخادعة كسراب ٍ يظنه الظمآن ماءً *

أين الخلل ياإنسان؟!
وكيف السبيل لعودتك أيها الإنسان لحياتك التي أرادها الله لك
تلك الحياة التي تجتمع فيها أسمى معاني الإحساس باللحظة ، الشعور بالحميمية الحقة بين الأسرة الواحدة أولا ، ثم بين أبناء القرية والحي والمدينة التي يسيجها الدفء والود والفرح بالإنجازات الإنسانية وإن صغرت فهي ملء جفونهم عظيمة لأن الإنسان فيهم كان ومايزال عظيما .

عبدالقادر الغامدي✍🏼

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى