فاض اللجين على المدى وتفرَّدا
والفجرُ هلَّل إذ رآه تسيَّدا
فكأنما الملكان منها أوجدا
سحرا ببابل ، والجريح توجَّدا
في وجنتيها الحُسنُ حطَّ رحالهُ
والطَّيرُ أثْمَلَهُ الرُّضَابُ فغرَّدَا
تعويذة للعشق يركع إن بدت
بجمالها (إيروس) أو مدت يدا
منها الخمائلُ تستعيرُ أريجَها
والبدرُ لولا وهجُها لتمرَّدَا
فهي القريحةُ والقصيدُ ومهجتيْ
لولا سناها صارَ جفنيَ أرمَدَا
يا حرفُ رفقًا بالفؤادِ فإنَّهُ
صادٍ تولّاهُ الغرامُ فأَنشَدَا
مَنْ حَظُّهُ الْحِرمَانُ بات معانقًا
للنَّجمِ يبكي حالهُ والموعِدَا
و جرى اليراعُ بما رآهُ من الأسى
في قلبِ صاحبهِ و ناحَ فجَوَّدَا
ومضى يرتِّلُ للجمالِ قصيدةً
نُحتَتْ بأضلاعٍ توسَّدها الرَّدَى
في قلبِ فاتنةٍ تبتَّلَ نَزْفُهُ
صلى نوافلَ حبِّهِ وتشهَّدَا
و أقمتُ في الأحداقِ فَرْضَ غرامِنَا
فانْهالتِ الأشواقُ خلفي سُجَّدَا
وإذا الجوارحُ قد بدَت بخشوعها
وكأنَّ معتكفا هناك تعبَّدا
*شيخ صنعاني*