بقلم : خالد السقا
لطالما قدّم الاقتصاد الوطني رجالا مخلصين بذلوا كل جهدهم من أجل الإسهام الفعّال في خدمة المجتمع والوطن، فأسسوا العديد من المشاريع التي ظلت شاهد إثبات على مر السنوات على تلك الجهود والأدوار التاريخية، وعنوانا ملهما وعريضا لأبناء الوطن في الكفاح والصدق والعمل الشاق، فاستحقوا التقدير والتكريم في حياتهم وعند رحيلهم ليبقوا منارات عطاء تضيء الطريق وتفتح أبواب الأمل والطموح لسلفهم.
من بين أولئك الرجال، الشيخ عبدالله بن رشيد الرشيد، رحمه الله، الذي رحل عن دنيانا وفي إرثه الكثير من الأعمال العظيمة التي نفتخر بها، وهي التي أسهمت الإسهام الجليل في تطوير ونمو القطاع الخاص، ومن ذلك مجموعة الرشيد للاستثمارات البترولية، المتخصصة في قطاع الهندسة والنفط والغاز والبتروكيماويات في الخبر، إلى جانب شركاته ومؤسساته في الجبيل وينبع وغيرها في جميع مدن الأعمال والصناعة ببلادنا الغالية.
لقد كان الشيخ عبدالله، رحمه الله، محل التقدير والاحترام من الصغير والكبير، وهو جدير بكل تلك المحبة نظير إسهاماته عبر عقود من العمل المخلص والدؤوب سواء للمجتمع أو الاقتصاد، وقد أرسى فكرا إداريا واستثماريا يعتمد على أبناء الوطن وتطوير قدراتهم، ولعل جميعنا يعرف توجيهاته وتعليماته خلال أيام جائحة فيروس كورونا المستجد حينما أمر بعدم الاستغناء عن أي موظف سعودي، وهو موقف وطني وإنساني مشرّف يتوافق مع شخصيته الفريدة في محبة الناس وأهل هذا الوطن الشامخ الذي منحنا نموذج الشيخ عبدالله قدوة ونموذجا.
ليس ذلك وحسب، فهو اعتنى بالكوادر البشرية الوطنية وحرص على تأهيلها وتمكينها بأحدث نظم التقنية لتواكب الآخرين خاصة وأن أعماله تمتد إلى مختلف دول العالم، وحين يمضي في هذه المسيرة بأبناء الوطن فإنه يحقق قيمة مضافة من قدرة هؤلاء الشباب على الدفع بمؤسساتهم الوطنية بكل اقتدار وكفاءة، فكانوا محل ثقته وبدورهم كانوا في مستوى تلك الثقة.
نجح الشيخ عبدالله في الوصول بأعماله إلى المستويات العالمية من خلال الشراكات والتحالفات والانفتاح على أسواق القارات المختلفة، ودوما كان يجد القبول والاحترام ما جعله يتوسع ويمتد بأنشطته بعنوان سعودي ضخم وفخم، وحين يغادرنا فإنه يرحل جسدا ويبقى ذكرى نحملها في قلوبنا، وعملا يواصله أبناؤه الكرام بذات النهج الإداري والعملي الذي يبقى ويتمدد ويواصل المسيرة الاقتصادية الناجحة، فللشيخ عبد الله صادق دعواتنا بأن يتقبله الله أحسن القبول، وأن يعين أبناءه في رسالتهم تجاه والدهم الراحل ووطنهم ومجتمعهم.