__
قل لي بربك كيف تاهْ
يا سطوة الأحزان إذ عبثتْ
بشوق البوح ، واقتحمت جبين الآه
يا عالَمًا قد كان يؤنس في المدى رؤياهْ
الآن يا هذي الرؤى ، أواهُ بل أواهْ
***
ماذا دهاك حبيبتي؟!
ضجت حلوق القوم تصطرخ اشتباهْ
قد كنتِ يا (كسلا)
تبزّين الشموس وضوءها لمعاً
وتستبقين ماء البحر؛ إذ جفت مياهْ
يا معنىً نبيلا في محياه
يا قولا جميلا في حناياه
يا عشق أيامي
ويا زهو أحلامي
***
مالي أراك وأنتِ تختزلين قرب الصمت ذاكرة الكلام
وترتدين الرثّ من ثوب الملام
سكارى لا يعونْ
يترنحونْ
ويعصرون الليل في دَنِّ المُدام
شاهت وجوه القوم إذ نطقوا بتزوير الكلام
وإذ هم ضحكوا ، فلا يبكون حين تقاطرت من عين فاتنتي دموع الحزن من فوق الغمام
فلتَ الزمام
****
يا أيها الغادي إلى تلك الربا الفيحاء
خذ مني السلام
بلّغ حبيبًا هدّهُ طولُ السَّقام
فقدوا هنا طعم ابتسام
*****
ضجت مزاريب الهراء
وأنتنتْ جوَّ السماء
يا هذه السوح التي
كانت مطيّتُها ارتقاءْ
الآن قد أضحت مُسوخًا، قد يبعثرها الهواء
قل لي بربك من همو
كُلْحُ الوجوه ، في كل ناحية
يتناسلون حديثهم من بين طيات البغاء
كذِبٌ على كذبٍ ،كأنّ وجودهم قدرٌ يحتّمه البقاء
لكن “وريفتنا” التي أبدا عشقناها
ستنفض عن مآسيها غبار الحزن من كبد اللقاء
وتُحدّث التاريخ عن قومٍ بروح وجودها رفعوا اللواء
نهضوا وقاموا حين تقاعس الآتون من رحم الغباء
طارق يسن الطاهر