رحمَ اللهُ أحمدَ البهكليَّ
كان مثلَ السماءِ ثرًا سَخيّا
كان كالضوءِ يعبرُ الأفقَ يروي
قصةَ المجدِ شامخا وبهِيّا
كان كالغيثِ أينما حلَّ يحيا
كلُّ جدبٍ ، يُشعُّ قولا نديّا
كان كالنهر ، راحتيهِ عطاءٌ
وبيانٌ يفيضُ عطرا زكيَّا
قد صحبناهُ في الحياةِ سنينا
فعرفناهُ طاهرا ونقيّا
ما وجدنا سوى المكارمِ تهمي
من محيّاهُ باسما ألمعيّا
كلُّ يومٍ نزدادُ منه اقترابا
يتجلّى تُقًى ، ويزهو وفيّا
يا ابنَ يحيى وأنت للمجد أهلٌ
كمْ تدرّجتَ في عُلاهُ أبيّا
وتروّيتَ من جُدودِك علما
تتسامى أمجادُهمْ كالثُّريّا
كلُّ تلكَ العلومِ سالتْ ضياءً
بين جنبيكَ أثمرتْ عبقريّا
لهف نفسي عليكَ تمضي سريعا
وترينا الفراقَ جرحا عَتِيّا
سوف نحيا بنورِ طيفِك عمرا
نستقي من رؤاكَ فِكرا نديّا
ولكَ الخلدُ شيخَنا البهكليَّ
تترقَّى من الجِنانِ علِيّا
علي بن حسين الصميلي