الشعرُ من بعدِكَ ما صَـدَّحَا
والوردُ من بعدِكَ مـا فَتَّحَـا
و الحزنُ في كُلِّ القلوبِ غدا
( غمامةً تحجبُ شمسَ الضُّحى)
الشعرُ في عُرفِـكَ كان الّذي
يبكي دمَ الإنسانِ أن يُسفَحَا
و اليوم كم يبكي عليكَ أسىً
كمـا بَكـى أصحابَكَ النُّـزَحَا
فالضَّادُ ثَكلى أصبحتْ بِنتُها
إذْ أظهرت من وجهها الأقبحَا
ما عُدتَ من يختالُ في حُسنِها
كيما نرى من شعـرِكَ الأمـلحَا
كَـلّا و لا عَـادَ بَليـغُ الــرؤى
( يُقَـلِّبُ الأَغمَضَ و الأوْضَحَا )
يا أيُّهَا النّجمُ الذي قد مضى
و نورهُ في أُفْقِنا ما امحـى
علمتَـنا يا سيـدي منهجــاً
إِنْ حارت العينانِ أنْ تلمحَا
عند التقاءِ الذَّاتِ و الشيءِ في
لحظـةِ مـا لا نَعـرفُ الأرجحَـا
( بينَهُمَا الفكرةُ تَضنى كما
سِمسمةٌ ما بين قطبي رحَـا )
فَلسفةُ الشعـرِ لَـدى عــالمٍ
عن علمـهِ لا بُـدَّ أنْ يُفصِحَـا
عَـزاؤنا فيك شَـذى سِــيرةٍ
من نفحِهَا كم عَطّرت مَسرحَا
د. عبدالله عشوي
الجمعة ٢٧ / ٨.