شعر :أحمد أبوالخير معافا
كم أنت في الآفاق مثل الفرقد
تجلو دياجير الظلام الأسود
أقسمت كلا ما وقفت تصنعًا
بالمدح بل ذكراك أذكت مولدي
إذ كنت بالأمس القريب تحوطني
بسماحة الراعي ونبل المرشد
طفلًا خطوتُ إلى غديرك سائِلًا
إشعاع سانية الصباح الأرغد
طفلًا نشقت صبا العلوم وفي دمي
ظمأ الطفولة وابتسامات الغد
علمتني القرآن يومًا فانثنى
نبضُ الفؤاد معلقًا بالمسجدِ
ونقشت نور الله في كبدي وذا
نورُ الإله يقودني للسؤدد
ماكان قلبك في الأصالة غافيًا
حاشا وليس إلى العُلا بالموصد
ما جئتَ يومًا ساخرًا ببراءتي
ماكنتَ بالقاسي ولا المترصد
ماكنتَ إلا قامةً أبويةً
تنساب في إبداعك المتجدد
نشَّأت جيلًا للفخار وللندى
وبقيت مجدًا خالدًا لم ينفد
ورسمت بالطبشور فجر حضارة
وقصدت بالتعليم أرفع مقصد
مازلت أذكر قصةً وقصيدةً
تلهو على شفة الصغير الأملد
مازلت أرقب في العيون محبة
تحنو على عيني ككحل الأثمد
عشرون عامًا مانسيت بزحفها
إلف الصبا وزميل ذاك المقعد
عشرون عامًا مذ تفرق دربنا
وبقيت يا وجه المروءة سرمدي
كلمات حبك فوق أي مسافة
ورؤاك في عمق الضمير المهتدي
أمعلمي ها أنت رغم تعاقب الأيام
تغمرني بأجمل موعد
وجه وقافية ودفءُ مشاعر
وشموخ ناصيةٍ ولحن تودد
هذا أنا رغم السنين وكلما
في داخلي عرفان ذاك المشهد
هذا أنا بين العواصف أرتمي
في كفك البيضاء لم أتردد
أسمو بدرسك في الفضيلة والنهى
وألذ من تذكار طيفك عسجدي
أمعلمًا أسدى الجميل عبادةً
لله لا تحزن ولا تتشدد
واصدح بأمرك.. أي أي رسالة ؟
كرسالة التعليم تُثمر في الغدِ
دعني أردد بالقصيد سوانحًا
في أبحر الشعراء لم تتردد
دعني لأبكي في الزوايا نبرة
مازلت أحفظها وتكتبها يدي
أبدًا ستبقى في القلوب كموئل
متوهج الرايات سامي المقصد
وأظل أخطو في خطاك مفاخِرًا
أن تزبد الأمواج أم لم تزبد
ويظل طائرك المحلق شاديًا
بين الغدير وبين ظل المسجد
فافخر بكونك في الوجود معلمًا
أيقظت جيلًا من غياهب مرقد