قررت يوماً أن أصنع لي رفيقاً لن يخذلني ولن يتخلى عني
لن يطمع في
لن يسمح لأيما شيء أن يؤذيني
لن يكشف سري
سأصنع رفيقاً مخلصاً لي في كل الأوقات
لا يغضب مني ولا يغضبني
ولا يخونني
أخذت بعض المكعبات القوية المصنوعة من البلاستيك الشفاف
وبدأت في تركيب الهيكل الخارجي للرفيق مستعملة صمغ المسدس
أحضرت مبرد الأظافر وبدات أبرد البروزات الحادة التي قد تخدش اليد
صنعت دارة كهربائية من الجرافيك وأوصلت كافة الأسلاك والدارات على التوازي
ثبت مفتاح القاطع وأوصلت له الأسلاك
أدرت المفتاح
كدت أن أصرخ لقد أضاء
بحثت وبحثت وأحضرت الأقوى برمجة Arduino
أنهيت كافة الوصلات الكهربائية
أحضرت يدين من البلاستيك كانتا للعبة ما
صحيح حجمها صغير
ولكنها ستجعل من رفيقي شيء مقبول
ثبت اليدين
صنعت وجه جميل من القماش المحشو بالقطن وصنعت له عينين كانتا لدمية قديمة
وبقي لي أن يفهمني هذا الرفيق
أدخلت شاشة جهازي اللوحي وثبتها على صدره وأوصلت كافة أجزاء الجهاز برفيقي
أدخلت نظام ( سيري ) كي يجيبني عندما أسأله
أصبحت أحدثه بالساعات ولا أمل
أقول له كل ما آلمني واهانني
أقول كل شيء
لم يكن يتحرك ولكنني أحببته
لم يرفع يده يوماً ليلمس خدي لكنه يطلعني على كل شيء عندما أسأله
كان رفيقي الوحيد
في البرد كنت ألبسه جاكيت من الصوف وقبعه
كنت أضعه في الشاحن حتى أعود من عملي
وأطير شوقاً لفتح باب شقتي كي أتحدث إلى سامر صديقي رفيقي الوحيد
وفي يوم وكنت متأخرةً عن عملي وكان قد أيقضني كثيراً جداً بالمنبه ولكنني لم أستيقظ
أسرعت كي أتجنب اللوم من مديرتي
ولكنني اصتدمت في ناقلة وأنا في طريقي لعملي وفقدت الوعي
وبقيت أربعة أيام في المستشفى
وعند خروجي كنت أسابق الريح كي أرى صديقي
عندما دخلت
وجدته قد احترق وتفحم فقد التمس سلك الشاحن وسقط على كوب ماء كنت قد نسيته ذلك الصباح عندما كنت متأخرة
اواه أيها الرفيق ..
تحدث إلي
اسمعني
أرجوك لا تتركني ..
لا أحد معي
أنت فقط
تحدث أيها الرفيق
أرجوك أجبني أجبني…
أمسكت به حركته
كانت أجزاءه جميعها متفحمة
لقد مات وأنا من قتله
د / ظافرة القحطاني