بقلم/ يبات علي فايد
سيدة تكتب بكل توهج، القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، بل تكتب الخاطرة بصورة متفردة، ومدهشة، وهي إلى ذلك تكتب الشعر، بالعربية والإنجليزية.
دأبت تربي نفسها على الأدب، حيثما تحدثت معها تجد عندها طرفا من علم وثقافة.
جربوا أن تحدثوها في الغناء العربي، والغربي. جربوا أن تحدثوها عن السينما، كل تاريخ السينما، عربيها وغربيها، ستدهشكم سعة علم، واطلاعٍ، وغزير ثقافة، حدثوها عن السياسة، ستذهلكم.
إنها المرأة الحشود، كل ما تبتغيه فنا وأدبًا، وحياة تجده عندها.
ورغم كل ذلك فهي بعيدة كل البعد عن الإعلام المحلي، والعربي، ربما ترفض أن تعرض نفسها، وحق لها؛ فالعلم يؤتى ولا يأتي. د. فاطمة عاشور، سعودية تستحق الاحتفاء بها محليا وعربيا، نسبة لبذلها في الكثير من الحقول الثقافية.
فهل يكف إعلامنا عن التطبيل للكثير من عديمي المواهب، ويهتم بها وبأمثالها ممن هم في ظل القمر؟
كتبتْ فاطمة في الشعر الفصيح تقول:
مساؤكَ الوردُ كم للوردِ من عبقِ
حيث السماءُ سحابُ ينثر الوَدَقا
ووصلكَ الشَّهدُ كم للهجرِ من أرق
ما أروعَ الودَّ يشفي قلبَ من عَشِقا
هاكَ البنفسجَ يشكو الكِبْرَ في نَزَقِ
يا روعةَ اللونِ جاء اللونُ مؤتلِقَا
تَمَايَل الأحمرُ الجوريُّ في شَبَقٍ
يا سامعَ الشِّعرِ ما للعطرِ قدْ عَلِقَا
تُضْحِي ورودُ الهدا مني على قلقِ
متى أجيءُ عبيرًا فاحَ منبَثِقا
وكتبت الشعر باللغة الإنجليزية تقول في نص استنساخ:
Cloning
By Fatimah Ashour
On this planet, no similarity among us..
Contrast, contradiction and difference
looking for someone like you..
has all features of manliness
Passion means you, no more no less..
Thinking seriously to clone you,
In case you left,
Substitution’s there with kiss
However..
A cloned could’ve had your eyes,
But never had your looks..
Had same face, hair and hands,
Does touch has the same sense
Genetic cloning is a great discovery,
How crazy to get son with parents miss
Copies are result of cloning,
Humanity is assassinated by this.
كتبت إلى ذلك بالعامية شعرا جميلا، لنسمعها تقول:
عفت الثواني انا من حبك تراضيت..
ما ابي منك ترى روحة و جيات
ذيك الليالي مضت ماعاد لها صيت..
راحت وتمت في عداد الوفيات
كن الثواني سرت من غير توقيت..
حتى الرجاوي تهاوت من فوق ثنيات
ماعدت اعطي لك فرصة وياليت..
ترحل و تأخذ معك كل مافات.
ثم كتبت في التربية وحاضرت، وهي مستشارة تربوية، وهي إلى هذا وذاك أكاديمية، حائزة على درجة الدكتوراة في التربية، وتعمل أستاذا مشاركا في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
توجت سفيرة للنوايا الحسنة والسلام في الأدب والفكر والتربية، من الفيدرالية العالمية لأصدقاء الأمم المتحدة.
من إصداراتها الأدبية:
كتاب: في الوهج، وكتاب: لآلئ من مخاض محارة، وكتاب: خمائل التوت.
أتناول لها في هذا المقال درةً من درر وهجها، تلكم الدرر التي اعتادت كتابتها بكل تفنن وتأدب، وعسى أن توفق في جمعها في كتاب قريبا، والدرر هذه هي خواطر غاية في الجمال، والتفرد اللغوي، والفكري.
الدرة التي اخترتها تقول:
“أكثرُ النَّاسِ إثارةً للبهجةِ هو من يستدعي من عمقِكَ الفرحَ بلا تَكَلُّف..
وأكثرُ الخَلْقِ إشاعةً للمللِ من يستخرجُ
دلاءَ الإحباطِ من
بئرٍ مهجورةٍ في وجدانِك..
جَالسْ مَنْ يُثِيرُ
عَبقَ العطرِ من
ورودِ خمائِلهِ..
إنْ أنتَ صاحبتَ ذا الغَيمةِ الماطِرة تفاؤلاً..
أزْهَرتْ رَياحينُكَ بلا سَمَاد”.
أقول:
أن تكتبَ الحكمة والقول الحكيم شأنٌ، لكن الشأن الأكبر، أن تكتب الحكمة تلك، بصورة متأدَّبة، وهذا هو الفرق بين الأديب وعامة الناس.
الأديب هو من ينحت أحلى الكلام من حجرٍ، عملا رائعا، وهو من يغرف من ذات البحر الذي يغرف منه الناس ماء لا يشابه مياههم تلك.
الأديب هو من يعُمل موهبته الكتابية للخروج بالعمل من المعقول إلى اللامعقول، من العادي إلى المدهش.
هكذا انبرت د. فاطمة عاشور في درتها التي بين يدينا:
إنَّ تلوينها في المفردات، وتنويع الطرائق مما يميزها عن غيرها من كثير من الكتاب في الخواطر والقصص القصيرة جدا. انظروا إليها وهي تقول:
“أكثرُ النَّاسِ إثارةً للبهجةِ هو من يستدعي من عمقِكَ الفرحَ بلا تَكَلُّف..”
فهي لا تقول أكثر الناس إبهاجا للنفس مثلا، وإنما تقول: أكثر الناس إثارة للبهجة”
فالبهجة لديها شيء يثار، كعطر الورود الذي يثيره الطل، أو ضوء القمر الذي يتبدى خلف سحابة نتيجة تحركها، أو انسكاب سحابة ماءً إثارة من عامل…
دكتورة فاطمه عاشور شخصية متميزة ولها طابع جميل في كل شي
دكتورة فاطمه عاشور شخصية متميزة ولها طابع جميل في كل شي