محمد الرياني
في ساحتنا احتفال ؛ حبلُ الملابسِ الممدود من الشمال نحو الكفوف المخضبة بالحناء وهي ترتفع نحو السماء ، على الحبل الذي تغيّرَ لونه من لفح الشمس وهو يحمل أرديةَ العيد الجديدة، ملابس أبي وأمي وإخوتي، وعلى الأرض تتمايل شجرة حناء عتيقة فرحًا على الرغم من سلبِ بعض أوراقها لنفرحَ فرحةَ العيد، وبجوارها تهتز طربًا شجرةُ ريحانٍ تماثلها في العمر لم تحزن لأننا صنعنا من أورقها باقةَ العيدِ لتعطرَ المكان، بقيَ بابُنا مفتوحًا نحو جيراننا الأتقياء الأنقياء لنسترقَ منهم سمعَ مظاهرَ الفرحة؛ كلمات الحب والبهجة، عبارات الألم والألم، حديث الفقد والمفقودين فنفرح ونمسح دموع العيد والفقد على المفقودين، يظلمُ الليل على ساحة دارنا، نسهر على ضياء النجوم واشتعالِ الفوانيس العتيقةِ في أعظمِ تجمعٍ جمعَ كلَّ التفرق، كبرنا (كُبرَ) العيد، تفرقنا بمحبةٍ ولايزال شذى ساحتنا يؤرخُ التاريخَ الأسطوري للحب الذي جمعنا، كبرنا وكبرتْ معنا الفرحة، ذهبَ عيدٌ وحضرَ عيدٌ ولاتزال صدورنا تنبضُ فرحًا بأنَّنا أخوة فرحتْ مع فرحتنا الدار؛ حناؤها وريحانها وحبلها الممدودُ وهو يضمُّ ملابسَ العيد.
“كل عام والجميع بخير”
“كل عام وأنتم بخير”