بقلم: عبد القادر عوض رضوان*
جاء مشروع جمعية البر بجدة الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وأطلقه صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي محافظ جدة، ليرسم نقطة تحول كبرى في مسيرة العمل الخيري وتمكينه، حيث ترجم المشروع حرص مجلس إدارة الجمعية وجهازها التنفيذي على تحقيق الاستدامة في العمل الخيري بما يتواكب مع مستهدفات الرؤية التنموية، إضافة الى الحرص على رفع كفاءة الإنفاق وتيسير ممارسة الأعمال التي تخدم الفئات المستفيدة من الأسر محدودة الدخل والأيتام ومرضى الفشل الكلوي وغيرهم.
وقد جاء هذا المشروع ليتوج إنجازات الجمعية في جوانب الاستدامة بعد أن خاضت في حزمة من المشاريع التنموية التي تحقق أهدافها ككيان اقتصادي تنموي غير ربحي يقوم بخدمة المجتمع ويتعايش مع واقع المفاهيم المعاصرة في العمل الخيري ويعمل على تأصيلها في سياق المفهوم التنموي.
ولعل ما يميّز هذا المشروع هو عنصر القوة المستمد من التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى، والمستند الى ثنائية ريادية في الدعم والتنفيذ..
فهذا المشروع الحيوي الذي عملت فيه الجمعية مع شركة مفاز العربية، يعتبر مركزاً تجارياً فريداً يمزج بين الاستثمار والترفيه على مساحة 12500م2، بهدف تأمين موارد دخل لدعم استدامة العمل الخيري.
ولعل ما لفت نظري في رؤى الجمعية الاستراتيجية وجودُ محفظة لأصولها العقارية لدعم الاستدامة فيها، ومن أجل تعزيز القيمة الاقتصادية لهذه المحفظة أسند مجلس إدارة الجمعية مسؤولية إدارتها الى شركة مفاز العربية التي استهلت أعمالها التطويرية بإدارة وتطوير موقع مقر الجمعية بحي الزهراء عند تقاطع شارعي البترجي وأحمد العطاس، مستعينة بأفضل بيوت التصاميم العمرانية ومكاتب الاستشارات المحلية.
لقد ألقى إطلاق هذا المشروع إضاءات قوية على زوايا ومفاصل العمل الخيري المقترن بالمفاهيم الاستراتيجية والابداعات الهندسية التي ترسم لوحة نستقرئ من خلالها هذا الزخم الجمالي البارز في النسيج العمراني الذي تمتزج فيه متعة التسوق بالترفية، وتحلق في آفاقه مفاهيم الاستدامة والتمكين للعمل الخيري بما يخرج به من دلالات (الرعوية) ليحلق في آفاق المشروع النهضوي الكبير للمملكة الذي رسمت رؤية 2030 خارطته التنموية.
إن تبني المبادرات التي تراعي المقومات الثلاثة الأهم للتنمية وهي: المجتمع والبيئة والاقتصاد أضحت من الركائز الأساسية لنجاح المنظمات في مضمار مشاريعها، ولعل ذلك هو سر الريادة الذي استطاعت (بر جدة) أن تلامسه في مختلف أنشطتها وبرامجها المجتمعية.
*المستشار الإعلامي لجمعية البر بجدة