فواز بن الغثيان الرويلي
كثيرٌ من القصص الملهمة والتجارب المحفزة والمشجعة يسردها أصحابها ، ويعبرون من خلالها عن كفاحهم ونضالهم ونحتهم على الصخر بدايةً من الصفر وصولاً إلى مصاف رجال الأعمال والذين تقدر ثرواتهم بالملايين وأكثر .
نشطت مؤخرًا كثيرٌ من الحسابات التي يحثّ أصحابها المتابعين والمهتمين بترك وظائفهم والتوجه نحو سوق العمل مستشهدين بتجاربهم وأرباحهم التي يسيل لها اللعاب وتجعلك تتجه إلى ترك الأمان الوظيفي الذي تعيشه والانخراط في صفوف رجال الأعمال والأغنياء، وتبدأ برسم خارطة الطريق وبناء الأحلام التي تجعلك ترى الطماطم تنتج ذهبًا، وبأن القهوة تبني قصرًا، لتصطدم بعدها بالواقع الذي ربما سوف يجعلك تجلس على قارعة الطريق تملأها صراخًا وعويلاً .
يقولون بأن الكفاح والجهاد يحتاج إلى صبر ومشقة لتكون غايتك بعد الجهد؛ بأن في آخر النفق المظلم شمعة ربما تكون متوهجة، فما بالك بمن يكون له في آخر النفق شركة إنارة متكاملة، فهل تراه يحسب للمخاطرة، أو أنه لا يقدم على المغامرة بحسب تفكيره؟!.
لا تستغرب بأن تقرأ كيف أصبح الحمال مليارديرًا ، أو أمسى صانع القهوة “Barista” من كبار الاقتصاديين أو المؤثرين في سوق الأسهم، فكم من تصرف أحمق من فارغ، أو كلمة سخيفة من آخر؛ جلبت لهما كثيرًا من الإعلانات، فصناعة الأدب أو تصنعها (ما توكل عيش) .
يقول دونالد ترامب والذي قدرت ثروته بحوالي 3.1 مليار دولار عام 2019م: بأنه قد اقترض من والده مبلغ مليون دولار فقط “وهو مبلغ صغير جدًا” بحسب قوله ، وقام بتسديده باهتمام .
بحثت عن الصفر الذي صنع من هؤلاء تجارًا وأصحاب مال، فلم أجد الصفر الذي نعرفه، فاكتشفت لاحقًا بأنهم يعنون ذلك الصفر (السادس أو السابع) في ترتيب الأرقام، وهذا الأمر لا يعني بالضرورة أنه لا يوجد من كافح ونافح وبلغ مراده ، ولكن ليس بالصورة التي يروج لها هؤلاء الأشخاص .