جدة – سامية الصالح
ايمانا بدور المراكز في المساهمة لتنمية مجتمع الحي
فقد نظم مركز حي السامر التابع لجمعية مراكز الأحياء بجدة فعالية مجتمعية جمعت بين تمكين اهل الحي بابراز هواياتهم ومنتجاتهم ومزجت ذلك بتوثيق الجوار حيث تم التعارف بين اهل الحي الواحد والأحياء الأُخرى بفعالية المنتجات اليدوية للأُسر المنتجة
ولاقت الفعالية اقبالاً وتفاعلا كبيراً بين اهالي الأحياء التابعة لمركز حي السامر والاحياء المجاورة الذين اثنوا على حسن التنظيم والابداع في اخراج الفعالية بالمستوى الراقي والمميز الذي يتطلع اليه مجتمعنا الراقي .
وكما يعلم الجميع ان الاعمال اليدوية وخاصة منتجات الأسر لها وقع خاص في نفوس الناس وثقة بها تفوق غيرها من المنتجات لكونها تجمع بين الجودة والاصالة وتحقق دخل يساعد هذه الأسر ويعينها على متطلبات الحياة بدلاً من البحث عن الاعمال بمرتبات والتي قد لاتفي بالحاجات الاساسية للأُسرة .
في الحديث الصحيح، الذي رواه البخاري ، يقول النبي ﷺ: ما أكل أحد طعامًا خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده عليه الصلاة والسلام.
وهذا يحث على كسب الحلال، والحرص على طلب الحلال من حدادة، أو خرازة، أو نجارة، او اعداد المأكل والمشرب أو غير ذلك من أعمال اليد، مع النصح، وأداء الأمانة في العمل، هذا كسب حلال، ومن ذلك الزراعة فإنها من أعمال اليد، والكتابة، فإذا نصح الإنسان في ذلك، وأدى ما ينبغي؛ فهذا من أطيب الحلال.(وهذا التعليق كلام الشيخ بن باز يرحمه الله بتصرف ).
وعندما نتحدث عن الأسر المنتجة، فإننا نتحدث عن الطموح، عن العزيمة، عن الاعتزاز بالنفس والثقة، عن الجودة والمواهب في الابداع في مجالات ومنتوجات محددة ونتحدث عن مفهوم الكفاح والمثابرة والجدية، وكل ذلك انطلاقاً من القيم النبيلة التي يحث عليها ديننا الحنيف.
مصطلح الأسر المنتجة أصبح معروفاً ومألوفاً ومرغوباً في المجتمع لما تمتلك من صلاحية وجودة وثقة في المأكل والمشرب والملبس ومافية من الاعمال المتنوعة، وذلك لما تتميز به تلك المنتجات الاسرية من إيجابيات.
من الإيجابيات لمنتج الأسرة ما نعتبره من الجانب الصحي سليمًا نظيفًا طازجًا طالما أنه صناعة أسرية (Home made)، مما يزيد الرغبة في الشراء؛ لأن المنتج اكتسب ثقة المستهلك، ومن الأشياء الجميلة أيضاً زيادة الحس الوطني لدى المستهلك تجاه هذه الأسر، وبالتالي زيادة التكافل الاجتماعي بين المنتج والمستهلك.
وهنا نأتي إلى دور المجتمع في تعزيز دور الأسر المنتجة، على مستوى المستهلك الفرد والذي يطلب منه الإقبال على شراء مثل هذه المنتجات بدلًا من منتجات الأسواق الباهضة الثمن أحيانا، وعدم جودتها أحيانا أخرى، أما على مستوى رجال الأعمال والمؤسسات والشركات والجمعيات فالواجب عليهم كبير وكبير جداً؛ حيث الدعم المادي المطلوب وتوفير المحلات والمعارض لعرض المنتوجات، وليس فقط بشكل موسمي، ولكن باستمرارية هذا الدعم مما يحفز هذه الأسر على الإنتاج على مدار العام ، لأنه ربما يغيب أحيانًا عن الأذهان أن مصاريف تجهيز وإعداد المنتجات تفوق المردود المادي.وهذا البعد الذي تبنته جمعية مراكز الاحياء بمحافظة جدة بفكرة مقدمة من مركز حي السامر الذي يعتبر من انشط المراكز على مستوى جدة ولايتوانا في دعم الاسر والتعاون مع القطاعات كافة ، حكومية وخاصة وقطاع ثالث ،لتوفير ما تحتاج اليه هذه الأسر المنتجة من دعم وتذليل ما يواجهها من معوقات وصعوبات.
وهذه تعتبر الفعالية الاولى والثانية تكون في شهر ذي القعدة والثالثة في شهر ذي الحجة بإذن الله . كل ذلك دعماً للاسر وتشجيعاً لها لمزيد من الاستفادة .وعندما تتكامل الادوار بين الجهات المعنية مثل امارة المنطقة وامانة مدينة جدة وادارة المساجد والاوقاف والبلديات الفرعية والجهات الامنية والقطاع الخاص والجهات الاعلامية قنوات وصحف ووسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة ، اضافة الى الجهة القائمة بهذا الحدث وهي جمعية مراكز الاحياء ممثلة في مركز حي السامر .حيث نجد فعلاً منتجاً وخدمةً متميزة شكلاً ومضموناً ، وفي هذه الفعالية تجلت الجهود المبذولة من كل الجهات المعنية والتعاون والتجاوب من كل الاطراف ، ومن الامور المفرحة جداً اثر الفرحة والابتهاج وانطباعات الاسر المشاركة والزائرة وماتم نقله من جهات اعلامية من تغطيات ولقاءات مباشرة مع المشاركين .
باسم مجلس مركز حي السامر تتقدم اللجنة الإعلامية بالمركز
بالشكر الجزيل لكل الجهات الداعمة لنا والمشاركة معنا على دعمهم ومؤازرتهم للاسر المنتجة
ختاماً:
نستطيع القول أن الأسر المنتجة لدينا تصنف بأنها من ضمن المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والاستثمار فيها ودعمها أعتقد أنه بات ضرورة ملحة، لأنه سيحقق العديد من الفوائد من أهمها تقليص معدلات البطالة وخفض مستويات الفقر وتوفير فرص عمل للمرأة السعودية تتوافق تماماً مع الضوابط الشرعية ومشاركة المواطن في بناء الاقتصاد وتخفيف الاعباء على الحكومة وتدوير المال داخلياً.
خلاصة القول ركزت رؤية السعودية 2030 على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ووضعتها من أهم محركات النمو الاقتصادي، والأسر المنتجة جزء من هذه المنشآت ، بحاجة للدعم لتحقيق رؤية السعودية
الرؤية الطموحة التي يتبناها سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان آل سعود بقيادة والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله .
مع تحيات
اللجنة الإعلامية بمركز حي السامر
١٤٤٣/١٠/٢١
٢٠٢٢/٠٥/٢٢م