مقالات مجد الوطن

12 روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

– الذي أعرفه أن صناعة الإعلانات معقدة ولكي يصنع إعلانًا واحدًا تتضافر جهود كثيرة من علماء الاجتماع والنفس واللغة مع مراعاة الأحوال النفسية للتأثير في المتلقين.. ركزي على هذا الموضوع لعل فيكِ موهبة.

تحركنا بعد الصلاة مع جوقة الفجر، غردت العصافير ألحان جميلة، طربت النفس لسماعها وسرت بألوانها ومنظرها.
بعد أن سخنت السيارة تهيئ محركها بشكل جيد .. شرعت في القيادة واتجهت صوب منزلها. وفي الطريق حدثتني قناعة: “جاء الوقت الذي تثبتين للجميع وعلى رأس القائمة الشرذمة التي تقول انكِ هجرتِ الكتابة منذ عهد بعيد، ولم يعد لكِ قلم صالح للكتابة”.
اكتفيت بقهقهة من تحت النقاب كرد لها.
رمقتني بطرف عينها اليسرى وهمهمت:
– يا باسط.. أكلمها تضحك.. الله يسعدك متى ستسردين القصة؟
طريقة حديثها تسعدني لتميزها بروح الفكاهة، صرحت لها بما يريح بالها المشغول دائمًا:
– ثقي ما هي إلا ساعات قلائل حتى تشاهديها كسونار جنينًا ينمو ويضطرب في احشاء:الشبكة العنكبوتية، ستلد كطفل على يدي إلى أن تبلغ أشدها وتصبح كتابًا ورقيًا مطبوعا.
عقب ذلك خيم الصمت علينا إلى أن اقتربنا من منزلها لمحت ديكًا كسيرًا يجر خلفه وحوله أسرته زوجته وأطفاله، كانوا ينقرون الأرض. أيقنت انه تقاعس عن أداء عمله بعد أن نافسته المنبهات وبعد أن تقلبت الأوضاع وحل الليل مكان النهار انخفض صوته تدريجيًا إلى أن فقد حباله ولم يعد يجد إليه سبيلًا، ففضل الاعتزال والتقاعد على التنافس والاستمرارية.
أوصلتها إلى منزلها.. “سلم لي على أمك”.
– أسرعي لفي لفي.. المنصدم الشايب العايب هنا.
التفت إليه.. كبير هزيل، شكله قبيحًا وغير مقبولا مثل حرذون يتمشى بين حصى.
– أتخافينه؟
– لا.. بل أبغضه وأخشى من لسانه اللزج الطويل.
– أذهبي إلى أمك وأن فتح فاه القمته حجرا.
مشت أمامي، انتظرت، عيني معلقة عليها إلى أن دفعت باب بيتهم الموارب وولجت إلى الداخل.
أسندت رأسي للمقعدة وأخرجت نفسًا عميقًا من شدة العجب، ثم هذيت: “هناك شر حتى الموت لا يطلبه!”
الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى