مقالات مجد الوطن

القائد الكشفي “مليحان المليحان” صاحب الكاريزما الخاصة

 

يُقال أنه في اليونان القديمة إعتقاد من أن ” الكاريزما” هبة أو نعمة من الله، يمنحها المولى عز وجل لأناس دون آخرون، وفي العلم الحديث وحسب الكثير من مراجع القيادة والإدارة فإن الشخص لكي يكون “كاريزماتياً” فإن عليه أن يتعلم ويتدرب على بعض الصفات والمهارات، وخلال مشواري في العمل القيادي بالحركة الكشفية قابلت الكثير من القيادات الكشفية في الداخل والخارج ، منهم من أكون تحت قياداته ومنهم من يكون تحت قيادتي، وكل قائد من هؤلاء له شخصيته المميزة عن غيره ، وقد يتشابه اشخاص في كثير من الصفات حتى ليخال إليك أنهم شخصية واحدة أو كما يقول المثل المصري الشعبي “فولة وانقسمت نصفين” إلا أن شخصية واحدة خلال ذلك المشوار الكشفي الذي يمتد لأكثر من 40 عاماً كشف لي شخصية واحدة لها أسلوب خاص لم أراه في أية شخصية أخرى، وهو أخي ورفيق جزء كبير من الدرب القائد الكشفي مليحان بن صالح المليحان من منطقة حائل العزيزة، الذي كان يمتلك صفات وأساليب قيادية خاصة لم أجدها في غيره من القيادات الكشفية التي تعاملت أو عملت معها خاصة في مجال مهارات الاتصال ، وتحمل المسئولية، والتكيف مع أية نشاط، والمرونة والعمل على تحقيق الأهداف التي وضعها المسئولين لأية برنامج، فضلاً عن الإبداع والتطلع الفكري من خلال حرصه في كل مناسبة على وضع أفكار جديدة والعمل على تطبيقها بأسلوب قيادي فريد يجذب من حوله من المستهدفين ويؤثر فيهم إيجابيا بطريقة لطيفة وأنيقة وشفافة.
كنت محظوظاً طيلة عملي الكشفي أن عملت مع تلك الشخصية الفريدة في مناسبات عديدة داخل المملكة وخارجها فأسرني بقدرته العجيبة على إعطاء الرسالة الصامتة فقد كان حضوره أو وقوفه على الحدث أبلغ من اية كلام، رغم أنه من الشخصيات المعروفة بحسن صياغة الحديث، وتمتعه بمهارات الاستماع، والإقناع، والتكيف مع الآخرين، وقراءة مشاعرهم بذكاء وفطنة، وتوجيه من تحت قياداته دون نقاش، كما كان من الذين يحملون هماً وطنياً تجاه الناشئة وتربيتهم والاستفادة من البرامج الكشفية، وصاحب رؤية واضحة جلية يمتلك بثقة كل ادواتها المعرفية والمهارية التي تقود الآخرين بحكمة متناهية إلى تحقيق الأهداف المنشودة.
لقد أستطاعت تلك الشخصية وحسب معرفتي بها وخلال فترة عملها الرسمي الحكومي والتطوعي قبل وبعد التقاعد من كسب احترام ومحبة الآخرين بالاهتمام والتشجيع والتحفيز لكل شخص يحقق منجز مهما كان حجم ذلك الإنجاز، وحرصه على مساعدة الآخرين وتلمس احتياجاتهم، والقدرة على الحديث واختيار الكلمات المناسبة حتى أن من تحت قياداته يتلهف لسماع كلماته، وبحثه عن نقاط القوة في أعضاء الفريق معه والاستفادة منها في تحقيق النتائج الفردية أو الخاصة بالمنظمة الكشفية أو الخيرية او اية عمل في خدمة المجتمع، وكذلك الحرص على صناعة التأثير الإيجابي، ومراعاة ظروف الاخرين بحس مرهف، ورفع معنويات الفريق وتزويده لهم بالطاقة الإيجابية والاستمرار في رفع راية الأمل.

مبارك بن عوض الدوسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى