أحسبتني بِكَ أُخدعُ
وبدونِ حبِّكَ أجزعُ
وَرسمتَ قلبِيَ دُمْيَةً
بِيديكَ دوماً تُصْرَعُ
تلهو بها فإذا انتهيتَ
تركـتـهـا تـتـوجَّــعُ
أنا قصةٌ
عن ذِكرِ ذنْبِكَ
دائماً تترفَّعُ
أنا نجمةُ الشعرِ التي
في كلِّ ليلٍ تسطعُ
أشدو بقافيتي التي
تهبُ الحياةَ وأسجعُ
فإذا كتبتُ قصائِدًا
فقصائِدِي لا تركعُ
أنا نايُ عشقٍ خالدٍ
ينسابُ لحني الأروعُ
تزهو الحياةُ بنغمتي
حينًا وحينًا تخشعُ
وأراكَ تعرضُ دائـمًـا
ولنغمتي لا تسـمـعُ
ما قلتَ أنكَ راحلٌ
إلا رأيتُكَ تَرْجِـــعُ
أتظنُّ ساجيةَ الرنا
يومًا بقربكَ تطمعُ
أتظنُّ فارسة الوغى
يومًا ببعدكَ تجزعُ
أنا لا أميلُ من النوى
كـلّا ولا أتـزعــزعُ
فجذورُ قلبي في الهوى
مغروسةٌ لا تُـقلـعُ
وفروعُه أعلى مـن
النجمِ البعيدِ وأرفعُ
أحيا بكلِّ بساطـةٍ
ومن البسيطةِ أقنعُ
وسألتُ يا زمنَ الظما
هل في دروبكَ منبعُ
فأنا أرى عرشَ الهوى
في غفلةٍ يـتـصـدَّعُ
وأرى الذي أسميتُه
حامي الحمى يتقوقعُ
يجني ثمارَ مودتي
وهو الذي لا يزرعُ
يمشي على هونٍ إليَّ
ونحوَ غيريَ يسرعُ
ويجيئُني مـتـمـردًا
لكنْ لغيري يخـضـعُ
وأنـا الـتـي عـلَّـمـتُـه
كيفَ المكارمُ تُصنعُ
وجعلتُ منهُ فارسًـا
وصرختُ هذا الأشجعُ
وظننتهُ ليَ نافـعًـا
لـكـنــهُ لا يـنــفــعُ
أسكنتهُ في مهجتي
وحوتْ هواهُ الأضلعُ
ومددتُ حبلَ مودتي
فإذا بحبلي يُـقـطـعُ
ووجدتني كقصيدةٍ
قد غابَ عنها المطلعُ
فتظلُّ تلتقفُ الرؤى
ومجازُها لا يشبـعُ
وهمتْ على السطرِ الأخيرِ
جوًى وسالت أدمعُ
وتنبأت كلُّ الحروفِ
بـغـيـر مـا اتـوقـعُ ..!
وهناك حيثُ أضعتني
أرمي الهوى وأضيّعُ
هجعَ المساءُ بحزنه
فمتى بحزني أهجعُ
ما عدتُ أدري ما الذي
يجدي وماذا يخدعُ
ما عدتُ أعرفُ يا ضحى
شمسي وشمسُكَ تسطعُ
أغلقتُ بابَ مواجعى
و أتى خيالك يـقـرعُ؟
لا لن أعودَ ولن ترى
قلبي لذنبك يشفعُ
قد ضاقَ قلبُكَ بالهوى
لكن قلبي أوســعُ
وذهبتَ ما ودعتني
والآن من سأودّعُ؟
# بلقيسيات
#بلقيس_الشميري