محمد الرياني
هكذا بدت عندي الصورة الحانية، معطف أبيض عند ستارة زرقاء، تبدو الأمور رائعة، كأن روعة البحر حضرت تحت ظل السحاب، أو ليس السحاب هو الذي يأخذ من الزرقة الممتدةِ الماء ليعيده إليه، أليس هذا ضرب من الوفاء المتبادل أن يصعد ماء البحر ليستمتع بروعة الزرقة في السماءليعود ويرش البحر ليستمتع بملحه الذي أصبح عذبًا؟
هكذا بدا لسان حال الستارة الزرقاء التي تألقت عند قنينة التغذية التي تمسك بها الممرضة الرائعة، تفاصيل من البهجة اجتمعت؛ يد الممرضة التي تعلق محلول العافية ليستعيد المريض عافيته، والمعطف الذي كان كالسحاب الذي يلوح بحبات البرد ليكون بردًا وبردًا على الجسد المنهك، والستارة التي سلبت روعة البحر كي تجتمع الحسينيات والبسمات، في الطابق الثاني تمتد يد الإنسانية لتمنح فمًا عناوين جديد ينطقها فيما بعد، يعود بعد مدة ليلهج بالدعاء، ليشكر، ليثني، ليقول لمن حوله كنت عند ستارة زرقاء يومًا وعندي معطف أبيض وفوق رأسي قنينة تسكب أكسير الحياة.
ما أروع المكان الذي حضرت فيه ظهيرة صاخبة وعندها لون البحر وشكل السحاب ولون الحنو والعافية، هكذا بدا قسم الجراحة بالطابق الثاني في مستشفى محمد بن ناصر ضربًا من مواسم خضراء مثل طبيعة استثنائية جعلت كل المواسم ربيعًا.
شكرًا مستشفى الأمير محمد بن ناصر على الجهود، شكرًا للممرضة/ أماني
والشكر لكل الطاقم الطبي الذي صنع السعادة.