مقالات مجد الوطن

تكملة الجزء (٢٧) من روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

عندما تفوهت أحلام بجملتها: “علينا أن نفعل شيئًا حياله، يفترض عليه أن يعرف أن سكوتها هذا رسالة احتجاج ورفض لما قاله”.
سألتها أم قناعة بسرعة عن شعور قناعة لدى سماعها لكلامه.
ردت عليها مع هزات من رأسها يمينًا وشمالًا تنم عن الرفض:
– قناعة ضاق صدرها بما سمعت، هي لا تقبل صوته، فكيف به؟ إنها تسمية العقعق، فإذا أقبل قالت لي: “قدم نذير الشؤم بمصائبه”.
سكتت أم قناعة ولم تظهر شيئًا مما تنوي عليه.

دخلت أحلام على قناعة تزف لها البشرى والأخيرة كانت في منتصف كتابة مقالتها.
قالت أحلام:
– لقد أخبرت أمك عن وقاحة العجوز المنصدم.
– ماذا؟
– رجل مسن لا يخجل، قبيح قباحته تدعو للنفور والاشمئزاز.
– أنا لم أبح لها بشيء عنه، فماذا قلتِ لها؟
– لا أتذكر ما قلته بالحرف الواحد، لكنني أتذكر الحرج الذي اعتراني لأنني لم أستطع أن أخفي عنها أمر “العقعق”.
– هاتي فحوى كلامك؟
– آه.. قلت لها أن الرجل الأشيب يقف لابنتكِ في الطرقات كالكلب المسعور مرة يلهث ومرات كثر ينبح.. يتمسح بيديه ورجليه في وداد زائف زائد.. في رأيي كان من المفروض أن تعرف حتى تفعل شيئًا يحد من جرأته ويقف تطاوله عليك.
– اسكتي.. اسكتي، أعرف أنه من الواجب عليّ أن أطلعها على الأمر لكن هذه المعرفة ستشرع أبواب ألسنة الناس التي تتفوه بالجمل الغبية “يحبها وهو لم يتجرأ عليها إلا إذا كان رأى شيئًا منها.. راضية وتريده” ولن تغلق هذه الأبواب بعدما خلعت ولو حاولنا سد فتحاتها بألواح خشبية أو بصبة اسمنتية لن يجدي معها ردما.
في هذه اللحظة جف قلم قناعة الرقراق بمصارحة أحلام الحمراء، فلكم أمطر نفسها المتصحرة بحروفه الخضراء.
الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى