حضرت (قناعة) مساء يوم الجمعة لتشهد تفاصيل ما كتبت، جلست ملتفة في عباءتها، أشرت برأسي متأملة وقلت لها: القراء ستسأل عن كيفية معرفة هذه الأحداث ألا يوجد أي دليل نكشفه ونشركه بدل ما سيقال أن هناك حشوًا لا فائدة منه أو اقحامًا لشخصيات لا نعلم لماذا أدرجت في الرواية؟!
– أظن تقصدين هذا لقد احتفظت به لهذا اليوم.
– جوال!
– في داخله إجابات لبعض التساؤلات.
أخذته بحذر وظلت التلمسه وما لبثت أن قالت: “انه جوال الحارس وبه مقطع سيدته الحيزبون الممنوع من العرض.
وسرعان ما أخرجت من حقيبة يدها ورقة صفراء قذرة مطوية عدة مرات مدتها على المنضدة وأنا أنظر إليها ثم هتفت:
– هل تعني شيئًا؟
– تستطيعين قراءتها.. رسالة أرسلها الحارس لابنة عمه (جميلة) قبل اختفائه.
أحمر وجهي من شدة القلق وقلت:
– وهل اختفى؟
– نعم وللابد.
– أمتأكدة من ذلك؟
صاحت:
– نعم.. لقد قتل.. قتل!
نهضت، قلت لها:
– إلى أين أنتِ ذاهبة؟
– لا أستطيع البقاء.. أمي بمفردها في البيت والعمال تغير مواسير المياه الحديدية المتحللة والمعافرة إلى أنابيب بلاستيكية محافظة على حياتها وسلامتنا.. سنمدد خط مياه جديد.
– انتظري
– ماذا تريدين؟
– أخبريني الحقيقة كيف حصلتِ على هذا الجوال وتلك الرسالة؟
– أكتبي الآن وفي حينه ستعرفين.
الروح/ صفية باسودان