قسمًا بمنَ خَلَقَ الوجودَ وأبدعَا
أنِّي لذاكَ العشقِ ذُبْتُ تَولُّعَا
أشجانُهُ هَرئتْ وخفقةُ قلبِهِ
تَعِبَتْ… وزادتْ بالبعادِ توجُّعَا
فتَحرَّكتْ وَسَطَ الكهوفِ شِغافُهُ
وشعاعُهُ قَبَسٌ أضاءَ الموضِعَا
أواهُ كمْ شَبَّ الفِراقُ بِتيههِ
فَتقاسمَ اللفتاتِ كي لا يَخْضَعَا
ياأيها اللُّوامُ كُفُّوا عاذلًا
عمَّنْ تَلَحَّفَ ليلَهُ… فَتصدَّعَا
فلقدْ سطا كلُّ الغرامِ بعقلِهِ
ولسانُهُ عجِزتْ فأنْطَقَ أُصبُعَا
جَدِبَتْ مشاتلُ وصلِهِ وتفاقمتْ
آهاتُهُ العظمى لِيَفْجُرِ منْبَعَا
أوَ يُنكرُ العرَّافُ حبَّ مُغَامِرٍ
بينَ الفيافي الحُمْرِ ندَّ وضوَّعَا؟!!
يروي دفينَ الشوقِ عندَ صلاتِهِ
مُتَرقِّبًا تلكَ النجومَ لِتَطْلُعَا
مُتدثِّرًا ـ هَمْسَ الحنينِ ـ وَأفْقُهُ
مُتلألِئُ الأرجاءِ يَرمُقُ موقعَا
يا حالةَ المظلوم في بحرِ الهوى
قد خانهُ المجدافُ حينَ تربَّعَا
أوَ تتركينَ معذبًا يهفو إلى
شَهْدِ الخليِّ… لكي يَعِفَّ ويقنعَا
أوتسلكينَ مَفازةً وهوالذي
جَعَلَ الحياةَ – براحتيكِ – المرجِعَا
هيا سلي قممَ الرُّفاتِ وراجعي
كلَّ الطعونِ لتسكبيها أدمُعَا
فَكلاكما يأوي لقلبٍ واحدٍ
ولأنتما رَوْحُ الغرامِ مَعًا مَعَا
الأستاذ: محمد جابر هادي مدخلي