الروح/ صفية باسودان
أركض وأركب قطار الوقت، فإن تأخرت فلن تجد من يوصلك! ولا تستجدي عطفًا من الأحداث، فهي على اختلاف أزمنتها أخذت من العقول ما اكتفت به، ورمت بهم في مكان سحيق، ومن شدة الارتطام تخبطت خبط عشواء حتى كاد اكسجينها ينفذ مثل أسماك قذفتها بيئتها المائية رغمًا عنها، ومع هذا الضعف تمردت أدمغتها الواعية عليها، فالمصالح مقدمة من الأهواء؛ لهذا تجد البعض مازال يتعايش مع حاضره كماضيه ويستمتع به وبأحداثه.
ولا عجب أن وجدته أضاع زمنه الحالي، فكمية الأحداث الهائلة لعبت به كدمية وطبيعي أن الدمى ليس لها قناعات أو مفاهيم.. لا تستوعب ولا تتأثر، ولا تخشى أن تتحرك فما أمست عليه من الركود ستصبح عليه، وان حلمت بها انها تلعب أو خيل لك انها ترقص، فقل: ((أعُوذُ بِكَلِمَـاتِ اللـهِ التَّامَّاتِ، الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وبَرَأَ وذَرَأ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَارَحْمـنُ)).